الجمعة، 31 يناير 2025

سوريا تفاجئ الدنيا

 

سوريا تفاجئ الدنيا

مدريد : مصطفى منيغ

تجديد الأسُسِ لدولةٍ أصعب من تأسيسها مِن جديد ، كتقويمِ القائمِ الخارجِ عن التَّقويمِ كانَ لحُكْمٍ فاسِد ، محتاج ذلك لإرادةٍ مِن حديد ، يسبقها نضال مُنظَّم منتظِم يقوده رأي جماعي سَدِيد ، نابع من تَفجُّرِ صبرٍ حسبه غرور حاكمٍ ظالم جائر أنه لأصحاب لم يقدِّروا ما تساقَطت على رؤوس أهاليهم من براميل حارقةٍ تجعل السادة منهم يتمنَّون التحوُّل لمجرَّد عبِيد ، مقابل الكفِّ عن ضرب شرفاء سوريا الأحرار القريبين من دمشق كالبعيدين عنها لخاطر الانبطاح لمذلة نظام عابِدٍ لصَنَمٍ وحِيد ، اشترَى استمراره ببيع كرامة السوريين لصمتٍ يلحق المتشبثين به عن خوف إلي الدفن أحياء في سجون أصبحت مكتظة وكأنها بمثل الزحام عقاب مرير لا يطيقه أحد شديد . تجديد الأسس لمن قاربت الانهيار الكلي كدولة أصعب لمقاربتها مع حسن الاختيار لمن سيقود مؤهل لمثل الصرح لإشعاعه الحضاري يعِيد ، بعد عقود خمسة من التشويه والخروج عن سبيل التطوُّر العادي كسنة الحياة إلى التأخُّر اللاَّعادي لدكتاتورية مُعتَدي تعالى على التاريخ العام لتعويضه بخاص يؤرِّخ لفداحة جرائمه وعلى ما يتباهَى به تحدياً لأي جزاء مستقبلي يزِيد . لذا رأَى البعض أن الثورة وإن نجحت لا تستطيع على مثل التجديد بصفتها القائِد ، مكتفية بما أنجزته عن طريق تضحيات جسام مانحة مشعل ما بعد ذلك لسياسيين يحسنون التحدث اعتماداً على "سوف" تاركين لما يأتي بعدها من التكهنات ومن مرادفاتها الدبلوماسية العديد العدِيد ، لكن الثورة السورية مسحت مثل النظرية من أفكار محللين اعتمدوا أدبيات لم تعد مسايرة لمثل المرحلة الهادفة إلى الإصلاح بالإصلاح وليس بمن يعوِّض فرَح النَّصر بتوقيت يوقِف مخلفاته الايجابية عن المدح ليتشفَّى بالفاعل كل حاسد عنِيد . لقد اختارت الثورة السورية بأسلوب متحضِّر راقي ما يُسهِّل انتقال السلطة بكيفية تُقنع الجميع محلياً ودولياً باستثناء القليل أن الحق الدافع لحمل السلاح من أجل التحرر وانقاد سوريا من بطش حفنة من بشر رواد طغيان وتدمير وتجويع وقتل الأبرياء وما هيمن على ما بقى صامدا داخلها من تهدِيد ، إلى استبدال الرفع المذكور بتحمل المسؤولية الكفيلة بتشطيب كل تلك المظاهر بإقامة ما يؤكد أن للسوريين إلمام المتفقهين لإقامة نظام يسود بالعدل والمساواة والمشاركة الجماعية المباركة انطلاقاً من يوم اعتبروه للنصر المبين على "الأسد" المرحلة السوداء المقتطعة من الزمن الرديء بمثابة أطيب وأسعد عيد ، فكان على الثورة بكل أركانها والمنتمين إليها والمتعاطفين معها والراغبين في رفع راية الحرية والكرامة والشرف والعودة بسوريا إلى المَجِدِ المُمَجَّد المَجِيد ،أن تختار رجل مرحلة الإقلاع لتحمُّل عبء تمثيل سوريا الدولة والشعب وإعطاء ما تتطلبه الشرعية الخارجية عبر الدول قابلة التعامل الرسمي مع الجانب المعترف به الحاصل على خلفية ثقة المعنيين الأوائل كقاعدة أساسية وليست صدفة أوجدتها لضياع الوقت ظروف لن تكون لمثل الموضوع مجرَّد الهش المنقِذ ، فكان الشرع حاملا منذ اليوم لقب رئيس الجمهورية العربية السورية  متعاملا مع الجميع بما وعد به من تقديم أقصى التضحيات للسير فوق النهج القويم عسى سوريا تنهض بما حلمت دوما النهوض به كقطر يستحق زعامة العرب بما يفيدهم ويوحد صفوفهم ويجعل الإسلام الحق رائدهم ورافعهم إلى الأسمى ذي النعم في الدارين والخير العميم المَدِيد  ، وبالمناسبة ألقى خطابا (توصلت بنسخة منه) جاء فيه ما يلي : "أقف اليوم هنا لنفتح فصلا جديدا بتاريخ بلدنا الحبيب ، انطلق هذا النصر من حناجر المتظاهرين وهتافات المحتجين في الساحات والميادين ، انطلق من أنامل حمزة الخطيب وأهازيج المظاهرات وآهات المعتقلين والمعذبين في أقبية تدمر وصدناية وفرع فلسطين  ، واستمر بتضحيات الثوار الذين حرروا ارض سوريا رغم عذابات الصواريخ والبراميل قلم يمتنوا ولم ينكسروا .

 أيها الإخوة والأخوات تسلمت بالأمس مسؤولية البلاد وذلك بعد مشاورات مكثفة مع الخبراء القانونيين لضمان سير العملية السياسية ضمن الأعراف القانونية ، وبما يمنحها الشرعية اللازمة ، ومن هنا أخاطبكم اليوم بصفتي رئيسا لسوريا في هذه الفترة المصيرية ، سائلين الله أن يوفقنا جميعاً للنهوض بوطننا وتجاوز التحديات التي نواجهها ولن يكون ذلك إلا بتكاثف الجميع شعبا وقيادة . أحدثكم اليوم لا كحاكم بل خادم لوطننا الجريح سعيا بكل ما أوتيت من قوة وإرادة لتحقيق وحدة سوريا ونهضتها مصاحبين جميعا أن هذه المرحلة انتقالية وهي جزء من عملية سياسية تتطلب مشاركة حقيقية لكل السوريين والسوريات في الداخل والخارج لبناء مستقبلهم بحرية وكرامة دون إقصاء أو تهميش ، وسنعمل على تشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا برجالها ونسائها وشبابها تتولى العمل على بناء المؤسسات السورية الجديدة حتى نصل إلى مرحلة انتخابات حرة نزيهة ، واستنادا لتفويضي بمهامي الحالية قرار حل مجلس الشعب ، فأنني سأعلن عن لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغر يملأ هذا الفراغ في المرحلة الانتقالية ، وسنعلن في الأيام القادمة عن اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني والذي سيكون منصة مباشرة للمداولات والمشاورات واستماع مختلف وجهات النظر حول برنامجنا السياسي القادم ، وبعد إتمام هذه الخطوات سنعلن عن الإعلان الدستوري ليكون المرجع القانوني للمرحلة الانتقالية ، سنركز في الفترة القادمة على رسم أولياتنا على الآتي : تحقيق السلم الأهلي ، وملاحقة المجرمين الذين بلغوا في الدم السوري وارتكبوا بحقنا المجازر والجرائم سواء ممن اختبئوا داخل البلاد أو فروا خارجها ، عبر عدالة انتقالية حقيقية ، إتمام وحدة الأراضي السورية كل سوريا،  وفرض سيادتها تحت سلطة واحدة وعلى أرض واحدة ، وبناء مؤسسات قوية للدولة تقوم على الكفاءة و والعدل لا فساد فيها ولا محسوبية ولا رشاوى، وإرساء دعائم اقتصاد قوي يعيد لسوريا مكانتها الإقليمية والدولية ويوفر فرص عمل حقيقية كريمة لتحسين الظروف المعيشية واستعادة الخدمات الأساسية المفقودة .

 يا أبناء سوريا الحرة :إن بناء الوطن مسؤوليتنا جميعا ، وهذه دعوة لجميع السوريين للمشاركة في بناء لوطن جديد يُحكم فيه بالعدل والشورى ، معا سنصنع سوريا المستقبل ، سوريا منارة العلم والتقدم وملاذ الأمن والاستقرار ، سوريا الرخاء والتقدم والازدهار ، سوريا التي تمد يدها بالسلام والاحترام ليعود أهلها إلى وطن عزيز كريم مزدهر آمن مطمئن بإذن الله والحمد لله رب العالمين".    

   مصطفى منيغ

الأربعاء، 29 يناير 2025

السعودية لآخر ورقة نقدية

 

السعودية لآخر ورقة نقدية

مدريد : مصطفى منيغ

الرئيس ترامب قد يُلزِم المملكة العربية السعودية باستثمار أكثر من 600 مليار دولار داخل أمريكا مع تخفيض سعر النفط كمرحلة أولى تتلوها مراحل وتأكيدا ستلبي هذه الدولة المسلمة العربية مثل الإلزام مضاف اليه قبلة طويلة عريضة تطبعها على الراية  الأمريكية المرفرفة فوق رأسها معبرة عن المفهوم لدى العرب من الخليج إلى المحيط كثيراً وقليلاً غير المفهوم ، الرئيس ترامب لا يُلام ببحثه عن ايسر الطرق لجلب منافع قيِّمة لبلده وخدمة لبرامج يريد بتنفيذها أن يُعوض أمريكا دولة وشعباً ما خسِراه في الأربع سنوات الماضية كأمرٍ بإرادة الأقوياء فكراً وسياسةً مختوم ، وهكذا تبرهن المملكة العربية السعودية للمرة الألف بعد الألف أنها أبعد ما تكون عن زعامة المسلمين العرب دولاً وشعوبا لعدم التحكم حتى فيما يخصها وأهمه المال كأغلى محور للسيادة الفعلية المفروض أن يُخَصَصَ صرفه أو استثماره بقوانين تحمي حقوق السعوديين وتنمي ما هم في حاجة لتنميته والدفع بأشباح فاقة أصبحت تلوِّح على سطح مجتمعهم  في بعض الجهات وتقرِّبهم يوماً عن يوم لما يترتَّب عن ذلك من هموم ، حكام ذاك البلد اختاروا ما يناسبهم مهما نأوا به عن محيطهم البيني ولغتهم والأمَرّ من ذلك العقيدة المتحملين مسؤولية تصريف شؤونها المرتبطة بتوقير واحترام تعاليمها الجاعلة من المعتنقين لها عن إيمان راسخ أَوْلَى بتقاسم الخيرات وتعميم التضامن في السراء والضراء ورفع الأهمية لإزاحة المنكر بكل صنوفه مهما ظهر علانية أو عن تستُّر بين أطراف المؤمنين حكاما أو محكومين يحوم . كان على السعودية انطلاقاً مما ذُكر الاستثمار الأحق بالجوار والأردن من الأخيار بشهادة العموم، أو في مصر العزيزة أم هو الأجنبي مَن يحظَى بالأسبقية المُطلقة طناً من السعودية الرسمية انه القادر على حمايتها أو بالأحرى تحصين حكامها من غضب إرادة لا تُقهر نابعة من شعب حالما يقرِّر تحرير كيانه ممَّا أذاقوه  هؤلاء من مذلة تفوق ألم تجرُّع أخطر وأفتك السموم . والسؤال المطروح بعناية قصوى الآن لدى كل العقلاء في المحافل الدولية وبعدها المحلية أهو مال الشعب كي يقرر مآله أو ملكية خاصة لطبقة حاكمة تبدده كما تشاء والجواب ذاهب لا محالة لتغليب الوصف الأخير جاعلاً الشعب في الموضوع آخر مَن يعلم بادي على معظم وجوه الواعين منه وما أكثرهم بعمق الحقائق الوجوم .

... قد تكون تلك المبالغ الهائلة موجهة لخلق مشاريع تخفف من وطأة ما تعرَّضت اليه أمريكا من كوارث طبيعية غير مسبوقة ومنها ولايات ست تعاني من شبح الضياع  الزاحف بغضب لا يراعي التخفيف بل التصاعد في تضييق الخناق وتلك مظاهر لم تألفها تلك الولايات الست من قبل على امتداد سنوات طويلة ماضية ، وإن كانت النار أتت على معظم مقاطعة  لوس أنجليس حرقا وتشريدا لأهاليها وهم من أغنياء أغنياء أمريكا على الإطلاق ، ففي الولايات الست المشار إليها لاحقاً عاقبها البرد المفرط وتهاطل الثلوج بكثافة مدمِّرة ، ليسجل المِحرار 25 درجة تحت الصفر ، الولايات الست (حيث يُواجه أكثر من 60 مليون من الأمريكيين حالة طوارئ قد تستغرق لبعض الوقت) وهي كنتاكي وفرجينا ووست فرجينيا، وكانساس واركانساس وميسوري .

... المسالة تجاوزت الصدف غير المرغوب فيها المرتبطة بظروف يمكن التغلب على مخلفاتها ، تجاوزت عن اختلاف كلي قد يجعل الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بما شعر به معظم سكان غزة وهم يتلوون في الطرقات جوعاً ومن فوق رؤوسهم بنادق قناصة يختارون من يسقطوا منهم والدم يصبغ وجوههم بالأحمر التارك في مذكرة تاريخ الصهاينة الأسود ما سيؤدون ثمنه غاليا آجلا وعاجلا ، ومعهم تلك الإدارة الأمريكية التي ساعدت ومولت وخططت لتتم اكبر مجزرة في تاريخ الإجرام الدولي ، الثمن بدأ ببروزه انطلاقا من لوس أنجليس وما لحق ولايات الوسط من تلك الدولة التي أصبحت في حاجة لأموال السعودية كي تلبي متطلبات أعمار ما احترق أو تدمر أو انهار ، علما أن أموال الدنيا كلها لن تسعف أي ظالم تحدى عظمة الخالق الذي لا يملك أي مخلوق مهما ملك إلا الاستكانة لتلقي أمر كائن بين الكاف والنون عند القادر على كل شيء سبحانه وتعالى الحي القيوم ذو الجلال والاكرام ، أقول هذا وأمري لله .

   مصطفى منيغ

لبنان أقل من وطن

 

لبنان أقل من وطن

مدريد : مصطفى منيغ

الدولة حيِّز جغرافي حدوده معترف بها دوليا يقيم داخله عدد من الناس ارتبطوا به لكثير أسباب، منذ أزمنة أوصلتهم عراقتها للالتفاف على تدبير ابتكروه أسلوباً لتنظيم شؤونهم العامة أطلقوا عليه دولة كقاعدة انتساب . الوطن إقامة نبتة بشرية ساقتها القدرة الإلهية لحكمة تعمير نفس الحيز المذكور لتأسيس كثرة يتسنى بها التفرُّد بهَوِية لها مع الوقت تصرفات وَحَّدَهَا التّْكرار لتصبح أعرافاً وتقاليد ممزوجة بالموقع مُناخاً وتضاريس ومياه أنهار وشُطئان بحار مجتمعة تحت اسم يعود اختياره لظروفٍ غالباً تكون غير محدّدة وأخرى صًبغًها حادث ما ليحافظ على ما يرجع لها تشريعاً أصيلاً من  سيادة و نفوذ تراب ، لذا الوطن لبّ الدولة وأساس تواجدها ومستودع بقائها ودعامة تطورها أو تقهقرها إن أصابها من ذات الدولة ما أصاب ، الوطن بالنسبة للدولة روح لها كجسد به تستمد مقومات الاستمرارية ناشدة الاستقرار وبه تواجه الأعداء وتحتضن الأحباب ، تنعم بحصانة الدفاع عن حقوقها مهما تعرضت للخطر وبه تحظى بالاندفاع المشروع للتعبير عن أحقية التقدم كما تدعو الطليعة المبنية على التنافس في مجالات استخدام العلم النافع المُحَصَّل عليه لجعل الحياة كما أراد لها خالقها مفعمة بالخير والصلاح قادرة على القيام بمسؤولياتها كما وجب . فهل لدولة لبنان وطن أم تجمع يُقَادُ بألف رأي وألف اتجاه وألف توجُّه إلى التفاخر بامتلاك أسمى المناصب ، والتنافس الثلاثي المسيحي السني الشيعي على الانفراد بالدور العقائدي الهام المناسب ، وفي نفس الوقت (كتناقض مكشوف) العمل على تخفيف مسك قيم الإيمان بنية الإخلال بتعاليم قارضة وحدة الرؤى لمصلحة المؤكد أن يكون عليها الانكباب ، لحل خلافات بإتباع أصح الصحيح وليس الأخذ بنسبة كل فريق من الثلاثة لتنمية أتباعه بما يقوِّي سرية النفور من الاثنين الآخرين عند مراجعة تقاسم الحساب ، السني غير الشيعي والمسيحي شيء مغاير تماما لن يتفقوا على تسيير دولة ولو كانوا عابدين نفس الرب ، فلكل منهم شعائر إن طبِّقت كما تتضمَّن لا أكثر ولا أقل أغضبت الطرفين المشاركين بدرجات تنفيذية أو تشريعية متفاوتة وإن كان بينهم الدستور المانح رأس الحكم لمن أقره بتعداد المنتمين اليه كالدين الأغلب ، لكنه اختيار أبعد بمراحل عن العقيدة الإسلامية وإلى الانحياز  للعلمانية أقرب ، فكيف يكون مثل التفضيل مبتغى وطن من بينه التقاة المُبعْدون وهم لفضل الفضل لا يستحقون أي انتداب ، وفي المقابل هناك المتربِّص مَن طمع ِّمستغلا الوضعية ليقسمها شطرين إحداهما له فكراً وانتماءاً وانطلاقاً لتوسع أكبر لأوقات خاصة لها يُحَضِّر تستحقُّ منه لسموِّ قوَّته أن يحضرَ كاجتهاد ختمه نفس مآب ، ومع ما حصل بالفعل لم يعد للبنان وطن بل حيِّز معروف وهنه وضعفه يساير الأيام منتظراً مَن ينقذه من مصيبة الاحتلال الغريب الأغرب ، زعماؤه لبنانيون بشهادات ميلاد وتعلقهم غير المحدود بمن هو عنهم  غريب ولا عجب ، لغة وهنداماً وشعارات وتقاليد وأعرافاً وكل شيء ، فقط ما يجعلهم مِن حَمَلَة سلاحٍ مشهورٍ في وجه مَن يطالبهم بالعودة إلى لبنان وبوطن الجد والأب .

 ... بقي الصَّدع المُستحدث ينموا ليتفوَّق على الأصل بل يحرمه القرار الوطني مهما كان الظرف في حاجة اليه ، فيبدوا أن الفرع الملوَّن بالسواد الجاعل من الاصفرار الفاقع عنوان وجوده السياسي العسكري يزحف لتكوين وطن جديد بقوانين دولة موجودة لا حول لها ولا قوة ، المسألة كانت في حاجة إلى وقت لكن فرنسا (أوربا) وإسرائيل (الولايات المتحدة الأمريكية) فطنا ولو بتأخير مقصود) أن سكوتهما وتلك القرحة تهيمن على أكثر من نصف التفاحة سيجعل من لبنان دولة مُغيَّب عنها وطن ، مصابة بعدوى هي نفسها انتقلت في محاولة إعادة الكرة كنسخة موالية داخل العراق ، وواصلة لا محالة لمملكة البحرين قاعدة أمريكا العظمى الموجهة حسب خبراء الاستعلامات المحترمة صوب عرب المشرق وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية مسجلة حتى مقياس تنفس تنفسهم من الهواء ، ليتم تكليف إسرائيل من غير كلل حتى تسوى الأرض بمصدر تلك الموصوفة عندهما بالعلة الخادمة جهة لها مع إسرائيل وقبلها أمريكا والغرب وخاصة المملكة المتحدة عداء له مجلدات من الشروح والتفاصيل ، فكان الاجتياح الصهيوني وما دار فيه من أحداث استباحت من خلالها ارض لبنان الدولة اللبنانية وليس الوطن اللبناني ، إذ لا هي ولا مَن هم أكبر من إسرائيل حجماً وقوة ًيستطيعون استئصاله من تلك الأرض ‘ الأمر محتاج فقط تطهير الدولة من عناصر تجاوزها الزمن ومنهم المخلص لأمركا والآخر لإيران وإذا التقي الساكنان النتيجة تكون معروفة على ضبط النحو العربي الدقيق الظاهر الصريح . 

   مصطفى منيغ

كندا بريئة منك يا هذا

 

كندا بريئة منك يا هذا

مدريد : مصطفى منيغ

وأخيرا تَجَلَّت الحقيقة نوراً يُعيد تَمَكُّن الإيمان الصادق في قلوب بعض العرب ممَّن تخلفوا عن مناصرة غزة بالملموس، ليزفّ الصمود النابع من صلب القضية المصيرية لشعب فلسطيني مُسلمٍ عربي يكافح من أجل الحفاظ على كرامته وأرضه مستقلة حرة بتضحية ألاف الشهداء المنعَّمين عند ربهم في جنة الفردوس ، ويُنوِّه بما لحِقَ بالمتخاذلين المتحالفين منذ بداية طوفان الأقصى مع الباطل مِن سقوطٍ بوقْعِ رَشِّ محلول النصر المبين على جموع المهزومين المُشبَّهين بحشرات الناموس ، إذ الحق مع الزمن مهما طال فوز محقَّق ومَن يواجهون عكس تياره هُم أجساد خشبيَّة تُطْعِمُ السوس ، لتتهاوى جوفاء مِن الداخل بين مستنقعات الحسرة والندم يَعافها حتى المجوس . انتصرت غزة منذ انطلاقة ثورتها المجيدة ضد طغيان إسرائيل وليس اليوم فقط ليقين مفجِّرين أن استرجاعَ الحقِ لا يتم بالاتفاقات المبرمة داخل أفخم الفنادق العربية أو الغربية مع المعروف عنهم منذ القِدم نقضهم لكل العهود جراء تحايلهم الدائم  المنحوس ، على كل قويمة أساسها العدل لمجريات الأحداث مهما كانت بالحكمة والمنطق المُوَفَّق يسوس ، بل استرجاع الحق يتم بالكفاح مهما كان صعباً مؤلماً الخوض في معتركه بجسامة التضحيات المُقدَّمة البالغة حدوداً لا تُطاق بفقدان أعز النفوس ، لكن نهاية ذاك الجهد الجبَّار نصر منزوع من جذور عدوٍ أقامها بالبهتان على أرض ليس أرضه ليبقى علامة تُجسِّم ما يسجله التاريخ للأجيال القادمة  أن للأصل أصل أصيل لن تغيره جشاعة الدخلاء بقدر ما يتغيرون   بسبب ما يُفرزه مِن إرادات لا تُرَى ولا تُدَرَّس في الجامعات لكنها خلايا تتكاثر تلقائياً لتسمو على مَن يضايقونها في عالمها الطيب الشريف لإدراكهم المُسبق أنهم الدخلاء عن سوء نيَّة طمعاً في الاستحواذ على أشياء ليس من حقهم الاستيلاء عليها ولو في حلم غيبوبته تنقلب عليهم في اليقظة لأفزع كابوس .

أدركت الولايات المتحدة أنها ظالمة ومن عقود منطقة شرقية مسلمة عربية ، لم ترى منها إلا الخير وتقديم ما ترجمته رخاء وثراء على شعبها عكس إسرائيل التي بقدر ما سلبت ميزانياتها بشتى الطرق لتتوسع وكيانها المصطنع كما تشاء وترضى ، بقدر ما ورطتها في حروب جانبية ما كانت الولايات المتحدة في حاجة لخوضها بالمرة ، لذا وبالمقارنة الصادقة كان العرب نِعماً وسلاما على أمريكا بخلاف إسرائيل الناشرة ويلا ت الفتن المؤدية دوما إلى إحراجها كأكبر دولة تقدماً في العالم راعية الديمقراطية ، لتصبح أول ظالمة لشعوب متطلعة للعيش في مأمن من النزاعات والخوف والمرض وأحيانا الجوع . لقد فطنت أمريكا أن قوتها لا تساوي شيئا مقارنة لما أصابها في لوس أنجليس مدخلا لعقاب ألاهي قد يشملها جملة وتفصيلا أن لم تكف عن ما تدعيه من قدرتها على بسط الطغيان بإحراق الأبرياء من عباد الله أكانوا أطفالاً أو عجزة نساء حوامل أو رجالا عزلا كما فعلت من وراء الستار مرات وأخرى مباشرة في غزة وقبلها في العراق وبعدها في سوريا ، وقائمة مثل الاعتداء السافر المطلق على حقوق الضعفاء من البشر منشورة بين الأرض  السماء ، مسلَّط عليها ريح لا تعبأ بطائرات إطفاء مهما بلغت أعدادها ، مسخرة بمقدار يلائم حجم تحذير في بساطته الشديدة يقارب أمريكا لحقيقة ما ملكت لن تملك قيد أقل من أقل ذرة من عظمة ما يمكن أن يُسلَّطَ عليها في رمشة عين لتصبح خبرا بعد يقين  .

... الولايات المتحدة الأمريكية دولة عظمى وفي ذلك ليست الوحيدة فالصين تطل بثقلها الدولي من خلال سنوات قليلة قادمة لتكون في نقس المستوى ،  وروسيا لو لم تعطلها الحرب مع أوكرانيا ، ودول أخرى فلي الطريق إذ المستقبل مفعم بالمتغيرات ، وليس منها من تطمع فيما حرمته الأعراف والمواثيق وبالتالي القوانين الدولية غير الولايات المتحدة الأمريكية ، من خلال ما عبر عنه رئيسها انطلاقا من العشرين في هذا الشهر ، بالرغبة في إلحاق كندا كولاية 51 عاصمتها واشنطن ، وهذا مسُّ صريح بسيادة كندا وتفسير غير ودي لبداية تفكير في تدَخُّل غير سليم في حياة واستقرار هذه الدولة الحاملة مشعل أمل ملايين الشباب عبر العالم للانتقال إليها (متى سُمِح لهم) بحثاً عن مستقبل أفضل ، في بلد خلقه الباري سبحانه ليكون جنة فوق الأرض . كان على الولايات المتحدة الأمريكية أن تقنع بما لديها وتبعد شعوب ولاياتها الخمسين من شوائب صراعات وتطاحن لا مبرر له سوى الانشغال بما قد يسبب الانحدار لمتاهات لا مفرَّ من نهايتها غير الايجابية ، مثل الاتجاه إن خاضت الإدارة الأمريكية  معتركه غير المتوقَع لدى عقلاء الدول ستكون قد مست به التاج البريطاني من جهة ، وأيقظت ما حفره تاريخ العلاقات الأمريكية الفرنسية في مراحل لا زالت مسيطرة على حيز من ذاكرة الفرنسيين غير المتأثرة  بالتقادم ، ما يفسر غضب أوربا بجناحيها المملكة المتحدة وفرنسا إحدى قادة الاتحاد الأوربي البارزين ، فالأفضل  أن تهتم مثل الإدارة بما يزكيها رائدة للديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية عبر العالم وحق الدول في العيش بسلام وطمأنينة داخل حدود معترف بها وليس العكس . 

مصطفى منيغ

في لوس أنجليس العجز جالس

 

في لوس أنجليس العجز جالس

مدريد : مصطفى منيغ

بعد وقت على ترديد ما حاول به البعض المس بقدسية الخالق سبحانه وتعالى بأسلوب تهكمي ، تأتي الفاجعة التي أشعلت نيرانا بلهبٍ انتقامي ، لتصبح الولايات المتحدة الأمريكية عرضة للعجز الكامل حيال عظمة مَنن لا عظيم سواه بكل المقاييس المعلومة والمجهولة في علم البشر بمعنى يفوق مألوف كل المعاني مهما احتوت من أفعال وأسامي ، ليدرك مَن ظنوا أنّ قوتهم على قمة الذروة لا تقارَن ولا تُواجَه أنَّ ثمَّةَ قوَّةٌ قادرةٌ على تشطيب المُدَّعين ذلك مِن خارِطة الوجود ليكون مصيرهم نفس مصير قوم عاد أو أسوأ في أقل من ثواني لا أحد منه يحمي ، ومَن يهدِّد الأبرياء مِن عبادِ الله الحيِّ القيومِ ذي الجلالِ والإكرام بالحرق والمقصود هنا الشعب الفلسطيني كأنه لمثل الاهانات مَرْمِي ، فهناك الحق الذي لا حقَّ قبله أو بعده لأنه الأصل وقبل انهاء أمره من الكاف إلى النون يكون الذي هدَّد أينما كان وما يملك ومهما وصل نفوذه قد تحوَّل لرمادٍ  والمثال البيِّن جاثم حيال عينيه في لوس انجليس المتحوِّل جمالها إلى قُبح مُشوَّه يُدمي ، ليردِّدَ بينه ومَن يحكمهم : - ما حَصَلَ نتيجة ما اقترفه لساني بما يُميِّز بالشؤمِ المتصاعِدِ  ولاية زماني الصابغ بالأزمات  والصراعات كل أيامي  .

دعوات الفلسطينيين وهم يُذبَحون بلا ذنب سوى رغبتهم الأكيدة للعيش في مأمن داخل وطنهم مستقلين كغيرهم متمتعين باستنشاق عبير الحرية فخورين بالحفاظ على شرفهم كمسلمين عرب قَدَرهم التواجد كجذورٍ طيِّبة مزروعة منذ فجر التاريخ في ثرَى فلسطين الطاهر، وهم لا يذبَحون من طرف الإسرائيليين وحسب ،  بل يُمزَّقون بالبارود أشلاء تُترك للكلاب الضالة أو بين طرقات غزة شاهدة على منكر المناكر ، كأنَّ الدنيا ما وُجدَت الا للولابات المتحدة الأمريكية وحليفتها غير العادية إسرائيل ، لتكون حامية الباطل ، تثقل كاهلها بعشرات جرائم إبادة شعب فلسطيني ، خُلِقَ كغيره من الشعوب ، ليعمِّر بالحياة الحياة على الأرض كما أراد الخالق ، فأي ظُلمٍ لا يستحق الوقوف أمام ناشره بصرامة وحزم إن لم يكن الحاصل في فلسطين على يد مَن أظهروا عدم خشيتهم من ضربة الحق الإلاهية التي لا تخطي الهدف أبداً لأنها موجهة لوضع حدٍ نهائي لجبروت الطغاة ، الذين حسبوا الدنيا مِن حولهم يتيمة لا راعي في التدبير المُحكمِ لها  فاحتقروها ، دون التفكير ولو لحظة  وجيزة أنها السبب المؤكد ستكون ليتجرَّعوا ما يزيد عن الألم ليتألم معهم الألم نفسه لشدَّة وقعه على كيانهم مهما كان وكيفما كان ، ما حصل ولا زال  في لوي انجليس ليست الصدفة مَن أحدثته مقدمة لتنبيه الغافلين ، بل هو قَدَر مُقدَّر يعاقب مَن يستحق ذلك وِفْقَ عدالةِ العادلِ ربَّ السموات والأرض ، والعاقل مَن يستحضر ما ضيَّعه الغرور من ذهنه وتخيَّل أن الخمسين ألف شهيد أو بالأحرى تضرعهم للخالق القادر وهم يودعون الحياة أن يأخذ حقهم من الظالم ستذهب سدى ، بل هي أساس ستكون لتؤدي إسرائيل وقبلها امريكا ثمن ذلك أضعاف مضاعفة من الويلات المرئيَّة منهىا وغير المرئية ، ومهما حاولت أمريكا الرسمية التهكم وعدم أخذ العبرة فانها راضخة ، وربما في وقت لن تجد فيه أي وسيلة للرجوع إذ الأخير سيكون أخلص لأمر الغياب الكلي .

مصطفى منيغ

خطاب العرب فيه وعنه غياب

 

خطاب العرب فيه وعنه غياب

مدريد : مصطفى منيغ

برزانة ملحوظة وتماسك بَيِّنٍ وهدوء مُناسبٍ للحدث التاريخي الهام في حياة الديمقراطية الأمريكية ، المنتصرة لحدٍ ما على مرحلة فتور كاد أن يعصف بمقوماتها ومنها الدستورية ، لولا استدراك الأمريكيين الموقف فعمدوا مهما كانت اتجاهاتهم السياسية  إلى إصلاح ما أفسدته مرحة الأربع سنوات الأخيرة أو كادت وصولا لمثل مواقف عديدة مُزرية ، تحدث الرئيس ترامب وكله ثقة في نفسه معلناً عن قدرته على التغيير صوب الأفضل منذ تلك اللحظة  بعد أدائه القسم التي يعتبر الولايات المتحدة الأمريكية وكأنها حصلت على استقلالها ، بعد قيد لازم معصمها لدرجة لم تعد قادرة معه حتى التمكُّن من إطفاء نيران لوس أنجليس المشتعلة حتى اللحظة التاركة أثرياء أمريكا بدون مأوى  ومنهم من حضر هذا الاحتفال ، بالإضافة لكوارث جوية تشهدها ولايات أخرى تعاني ، لم يكن الرئيس ترامب راغباً في إخفاء غضبه من تقصير إدارة بايدن وفشلها برئاسته مما ترك الولايات المتحدة تصاب بانحدار في مكانتها عبر العالم ، الأمر المنعكس سلباً على الداخل الأمريكي عامة ، فجاء الخطاب في المُجمل بمثابة الإدانة الصريحة للرئيس السابق جو بايدن ، وما التصفيقات الحارة المتتالية التي كان الجميع يقاطعون بها فقرات الخطاب القريبة من المعنى ، سوى تأييد جماعي أن المرحلة السابقة المعنية ،  كادت تُدخل أمريكا في دوامة من الضُّعف ، ممَّا قد يعرِّض هذا البلد العظيم للخطر بالرغم من مبادئ تركها رواده الأوائل راسخة في دستورها وتقاليد اندفاعها لتكون الأحسن مهما كان المجال عبر المعمور ، تلك المبادئ الذي أتى الرئيس ترامب كما يدَّعي للانطلاق بها نحو توسيع أفاقها لتكون أمريكا ودوما في المقدمة وهي واضعة رايتها فوق المريخ قريبا ، وعاملة على استرجاع أمل التفوق على صناعة السيارات ، وتصريف ما تحت أقدام الأمريكيين من طاقة لانجاز تدبير من شأنه تخفيض الأسعار ونشر الثراء بينهم ، والكل ممكن من هذه اللحظة والمواجهة مع الإصلاحات الضخمة تتم بإبداع للحلول وسرعة في تنفيذها حتى تعود أمريكا كما يجب أن تكون في مأمن وسلام كما يقول ترامب .

...  الخطاب من حيث العمق يذهب لوضع نهاية للسيطرة والنفوذ الإسرائيليين على القرارات الأمريكية أكانت ضغطاً داخلياً من جراء تدخُّلٍ لعبَ دوره السلبي في توجيه تدبير الشأن العام خادماَ مصالح الصهاينة الضيقة الاقتصادية / المالية ، أو إتباع سياسة خارجية تُبقى منطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد باستمرار على طبق ساخن بتمويل شبه كامل للخزينة الأمريكية وتأييد شبه خرافي لإرادة إسرائيل في فرض أحلامها المرتبطة بتوسيع احتلالها لأراضي عربية من أجل تأسيس دولة يهودية بين الفرات والنيل ، بداية ولوج نهاية مثل الانحياز المسبب لأمريكا خوض معارك مكلفة وحصد كراهية الملايين المسلمة العربية للدولة الأمريكية ، أن الخطاب لم يذكر اليهود ولو بكلمة واحدة ومثل التصرف قابل به العرب قاطبة باستثناء ما ذكره ملمحا أنه لولا الموقف الحازم الذي اتخذه لما تم وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وفي مثل التصريح ولو القليل الجمل ما جعل الرئيس الأسبق بايدن يغرق في الإحراج المُنهي به كشهادة فشل توشِّح صورته عبر التاريخ بسواد الانحناء لإرادة إسرائيل بكيفية غير مسبوقة ، وبإعلان ترامب ضمن خطابه أن أمريكا لن تدخل حروباً وأن عناية إدارته ستنكب كأولوية للشأن الداخلي الأمريكي ومنها الإجراءات الصارمة تجاه الهجرة غير الشرعية وإبقاء المكسيكيين على وجه الخصوص في وطنهم المكسيك ، وأيضا لتوسيع جغرافية أمريكا بضم قناة بنما التي قال غنها ترامب أنها فُتحت بأموال أمريكيا وأرواح أكثر من ثلاثين ألف مواطن أمريكي ، إذن أمربكا أولى بها لقد وهبتها آنذاك للبنميين وليس للصين . لقد ذكر الرئيس ترامب الكثير والأيام القليلة القادمة كفيلة بالحكم علي مصداقيتها من عدمه ، وبالمناسبة على عرب المشرق الاعتماد على أنفسهم ما تمكنوا من ذلك ، أمريكا ستنشغل عنهم فيما تراه ينقدها مما أوصلها الرئيس السابق إليه . على القادة العرب التفكير في العلاقة التي ستسود بينهم وشعوبهم الجديدة بكل المقاييس ، وأن يجتهدوا لإبعاد بلدانهم عن قلاقل بادية في الأفق لا علاقة لأمريكا بها أصلا ، ومن كان يعول على الرئيس ترامب فلينسى ، إذ الرجل منكبّ على ترك الولايات المتحدة الأمريكية مجرد رجل وامرأة الشيء الثالث لم يعد له مجال من الإعراب في هذه المرحلة وأمركا مقبلة على تعيير كبير وضخم ، لأنها ترى فيه الحل لاستمرارها أول الدول تقدما في العالم .

مصطفى منيغ

تركيا تاركة الدنيا لدنيا

 

تركيا تاركة الدنيا لدنيا

سبتة : مصطفى منيغ

ماضيها آلاف حكايات لا تحتضنه بالكامل وحاضرها استرجاع لنفس ماضيها بوجه مُغاير، من الصعب تحقيق ذلك لكنها مع الإمكانات المتوفرة تحاول بطرق للغير تُحيِّر، ولولا اتجاه بعض الدول ومنها إيران لتطويق الخناق على حلمها لحررت نصف ما يُحكَى عن سالفِ مجدها ليتجلى واقعاَ لِما ورثته تركيا مِن نفوذٍ ولَّى وعاد لتطلعاتها غير المحدودة يُسَيِّر، بين التطور المُتطوِّر لحظة بعد أخرى واتساع الكلمة المسموعة عبر الأمصار والمواقف الضامنة الفوز الفوري لتحظَى بما تُريد وايجابيات تطرح لمسؤوليها الحاليين التخيير . قد تكون الوحيدة الطالبة أوربا ودّها عن قناعة لمقدراتها المخزونة لحد الآن لعوامل أمنية مَن أفتقدَ السيطرة عليها مستقبلا ضاعَ صحبة ضَياعِ الضائعين كدولٍ سادت لتتبدَّد عن جمودٍ اعتمدته لحقبٍ أوصلها لمعانقة الصفر وتلج وسط دائرته الفارغة إلا من الفراغ  لفراغها ممَّا فُقِدَ داخلها بسبب عدم التفكير ، قي الإصلاح المستوجب التغيير ، ليُضاف لمن هو أقوَى منها المحافظ على أمنه الإستراتيجي في سرية مطلقة كتركيا الحاضر استعداداً لتحديات الآتي المنسلخ عن قيمِ التسامح المُتعالِي على القوانين مهما كان مصدرها عالميا على أقلِّ تقدير.

... مهما اتجهت هناك تركيا حاضرة بقوة كأنها ملح تتناسب مع جميع الأذواق لأصحاء طاقة واقتصادا وسياسات تحصِّن ما بعد الاكتفاء الذاتي إلى تصدير الفائض بعملات تزيد من ثراء شعوبهم وضمان استقرارهم مهما كانت الفصول شتاءاً مُشمساً أو خريفاً مُخضَراً إذ الخزان بالخيرات الاحتياطية عامر ، مكَّنت الحلف الأطلسي من حراسة أوربا جهة الشرق فنشرت الهيبة تسبق القدرة على منح الدليل أن الولوج من هذه الناحية لا يتم إلا أذا كان في مصلحة الإتحاد الأوربي أما المعاند لمثل الإجراء مهما كبُر يجلب على كيانه عيوب التصغير، متَّعت ليبيا بحماية مغلفة بالحفاظ على مصالح شعبها داخل حدود بحرية لا يُمَس ما بداخلها مِن نعَمٍ آخرها ما يتطلب الغد من مصادر التوفير ، وجعلت الشرق الأوسط في شبه مأمن من الأطماع الفارسية المسبوقة بصداع أذرع أخطبوط رأسه في طهران ينفث من مصاصاته بعد إشباعها من دم ضحاياه من حروب جانبية السواد المدمِّر ، وشملت باستثماراتها بلدان جل القارات بمقاسمة الأرباح وليس باستغلال يزود لبعض البلدان الفقيرة الجراح وفسح المجال للأفقر من التفقير، ومحاسن عدة لا يتسع المجال لذكر اغلبها إذ القصد المرور على تبيين الفرق بين نجاح البعض بامتصاص عرق الآخرين من دول عالم ثالث  والنجاح القائم على مراعاة الأخذ بالحلال وترك الحرام وفق شريعة مَن تمسك بتعاليمها وفر على نفسه مساءلة غير لائقة بمن وصل سن الرشد الدولي قياماً بالواجب ضامنا لنفسه كل مستحقاته من الحقوق كاملة اعتماداً على قوَّته الحافظة محيطه بالتي هي أقوَم وعلى النهج المستقيم يتم كما يبتدئ المسير.

... طبعا حان وقت نزع مسمار مشكلة المشاكل التي طالما أرَّقت تركيا دولة وشعباً بل أزهقت بسوء تناقضاتها ألاف الأرواح عن مواقف متباينة في صلابتها تقدم لمراحل العسير ، لإشعال نيران عدم التفاهم لانعدام أي تنازل أو تغيير، يشمل الكرديين الأتراك من جهة والدولة التركية الحريصة كانت على وحدتها الترابية بالمفهوم الرافض لتقرير أي جهة من جهاتها المصير أو الحكم الذاتي أو أي وضع لما ذُكر يثير ، المسألة شغلت الدنيا إلى أن قررت تركيا كما هو متداول خلال الأيام القليلة الماضية أن تُدخل على ذات الدنيا دنيا أساسها ما ترفرف على مثل القضية راية السلام والعودة إلى الصواب عملا وليس بمجرد كلام له في السابق نظير ، بإطلاق سراح الزعيم عبد الله أوجلان رئيس حزب العمال الكردستاني إن وافق ومن معه على تفكيك الحزب وتسليم الأكراد ما بحوزتهم من أسلحة ليصبحوا كعامة الأتراك المهيمن عليهم الود والتفاهم وحب الوطن الواحد الموحَّد والمساهمة في الدفع بتركيا لمزيد التقدم والرفاهية في جو من الاحترام والتوقير من طرف الصغير كالكبير  .

      مصطفى منيغ

بعد التوبة ركبت باخرة مثقوبة

 

بعد التوبة ركبت باخرة مثقوبة

مدريد : مصطفى منيغ

السياسة لدى دولة قادرة على ممارستها كمحرٍّك خارجي هدفه الوحيد الدفع للحصول على نتيجة تمَّ ضبطها بالمُسبَق ،  حسب المستجدات الحاصلة عن فعل فكرٍ مُبدعٍ فاعل مهما كان المصدر عبر العالم لا فرق ، أو تحوُّل مفاجئ في المواقف من صعودٍ مثير للقلق ، مؤشر الخطر عن بُعدٍ أو قربٍ مُشَفَّر عنه نَطَق ، إلى هبوط حاد مؤدي بالالتحام حول قضية مصيرية للانشقاق ، سياسة لها قواعد ومرتكزات ومجهود يرَى الغد كأنه اليوم مضَى بمعدات جاهزة تناسب ما قد يحدث بعد الغد داخل المُشبَّهة بالأسواق ، حيث سلع توجهات بعض الدول الفارضة هيمنة إحداها على ما ترغب في الإطاحة بأخراها لضعفٍ تدبيري نَخَرَ المذكورة نظامها أو أخطاء لم تقدِّر الحفاظ على توازن البقاء بمعادلة الموجود عندها بالواجب انجازه عن حَق ، سياسة مهما توفرت لديها من شروط النجاح يبقى العكس كاحتياط يتضمَّن تحيين وسائل بديلة أكثر فاعلية وأضمن لنتيجة ايجابية في آخر مطاف  ذات السباق ، أناسها مِن المقروض أن يكونوا على درجة عالية من الدراية العلمية بكل ما له علاقة بتحمُّل مسؤوليتها المباشرة ما دامت الواجهة المتضمنة العرض بمضامين مختلفة منسَّقة عن دهاء يسوقه الذكاء ولو تطلَّب الأمر  نكران المنطق ، مادامت العِبرة في الخواتم وفي أنسب نسبةٍ من الأضرار القابلة بلا شك تحويلها منافع والعقلاء في ميدان السياسة  مَن يُقرُّون أن لمعالجة ما وُجِدَ البق.

... إيران في سياستها الخارجية لم تكن مُوَفقة لعدم مُلاءمتها المرحلة التي أطاحت شكلاً ومضموناً بكلاسيكيات الهيمنة المركَّبة فوق عقيدة ثورة صالحة قد تكون للمحلية الداخلية على أوسع نطاق ، وغير صالحة للتصدير خارج الحدود مهما اتّسَع نفوذ بريقها الأوَّلِي أو ضاق ، حتى الطريقةَ التي اعتمدتها تخطَّت الصواب لتقليدها هلامية الزئبق ، في التمدُّد أو الانكماش أو الوثوب التلقائي المفرط السرعة متى ضُغِطَ رَقّ ، وإن تُرِك على هواه كان لحرية الانسياب غير المحدَّد أحق ، لم تكن إيران على ما يُرام وهي تبني قواعد سياستها الخارجية على أوهام ومنها إلصاق العداء لدولة أكبر منها بكثير مهما حاولت تقليص مثل الحجم ستظل قائمة في نفس المكان الذي انطلقت منه إذ الحماس غير المعزز بالإمكانات المطلوب صرفها بغير فتور لحظة الحسم مفسدة للسياسة الرسمية وبخاصة لدولة أبخست مشروعية الأخريات المتمتعات بنفس السيادة على أوطانها المستعدة لمواجهة نفس التحدي في الرغبة على السيطرة وليست الإقليمية فحسب بل على الصعيد العالمي بوسائل تناسبها كما تظن ، لهذا الولايات المتحدة الأمريكية بقدر ما منحت دور الوكالة لإسرائيل كي تقوم مقامها في محاربة إيران  لم تغفل للحظة عن حصر تدخلها في الموضوع إن تمادت إيران في تجاهل المصير غير السار المنتظر لاندفاع سياستها الخارجية العديمة الجدوى مند الانطلاقة تدقيقا للمُدقَّق ، حينما اعتمدت كتوطئة على فرنسا وعدائها الخفي للولايات المتحدة الأمريكية ذات الصلة بمفهوم لم يعد بالغموض مُطوَّق ، فكانت سياسة تقارب تمسك الغريق بغريق فكان مصيرهما معا الغرق ، ولم تفطن إيران أن السياسة لدى دولة عظمى في تحقيقها هدفا محددا لا تقاس بتوقيت عادي وإنما بآخر قد يطول لعقود ، وهذا ما جرى في لبنان بالضبط بإعلان تحمُّل "عون" مسؤولية منصب رئيس تلك الدولة ، فكان الأمر بمثابة خيبة أمل بالنسبة لفرنسا على نفس سلّم إيران ونهاية قبل النهاية لمخلفات من ربطوا مصيرهم تحت مسميات شتى بتلك الدولة الفارسية ، وحتى السعودية ومن يحوم حولها نالتها نسبة لا بأس بها من تلك الخيبة ، إذ " عون" من رجالات أمريكا في لبنان ، وتلك هي السياسة الخارجية القائمة على ما ذُكِر الظاهر مفعولها كتحصيل حاصل وليس بالمنقول عن ذاك المتحمس القائل ، بأن الفوز كان للبنان وليس  لإسرائيل المغلوبة .

        مصطفى منيغ

إيران ذي الأصول العابدة النيران

 

إيران ذي الأصول العابدة النيران

سبتة : مصطفى منيغ

التخفِّي وراء الآخرين لا يدُوم ، مهما كان الإغراء بمنافع هامة مسبقاً معلوم ، قد يطول إن هيمن  السِّلم ومع أول نكسة عن الاستمرار يقعد ولا يَقُوم ، قد يكون التخفي بديل دهاء المقتصر عن البقاء حيث يأمر فيطاع صاحبه الجثُوم ، لتصطدم الضربة الموجهة اليه مع غيره مقابل ثمن تضفي على الأخير صفة نِعْمَ الخَدوم ، عن غباء تزكيه الفاقة وتحمسه الرغبة في اكتساب انتساب مُؤَدَّى عنه ولو كانت طبيعة المهمة الموكول القيام بها عن كنهها حصار غامض مكتوم ، التخفي آخر سمات النفاق المغلَّف بالخوف من المواجهة المباشرة يعتمده الراغب في التفوق عن بعد دون عناء الهاجم أو المهجوم ، لا يهم تقديم الأموال بسخاء إذ القضية أكبر إن تحقق بواسطتها المراد وغدا المتخفي بها منتصرا ولو بدا الطرف الظاهر ضحية المتخفي مهزوم .

الجمهورية الإيرانية رائدة التخفي عالميا ناشرة بذلك ما يدخل في كبائر الهموم ، لإقامة هالة كبرياء صنعتها بادعاءات صدقها للأسف الشديد مَنْ حصدتهم آلة الانتقام القاسي وبخاصة داخل لبنان في جنوبه أوكل مساحته على العموم ، لقد توهَّمت هذه الجمهورية الفارسية ذي الأصول العاشقة للنار ، مما جعلتها في غابر الأزمنة آلهة تتعبَّدها ، مقدمة لها القرابين في دور عبادة شيدتها ليستقر داخلها الكهنة العظام كنواب عن تلك الملتهبة يوزعون التخريف والأوهام الشيطانية على فليلي التعقُّل فيصدقون ، إلى أن احترقت تلك الحقبة تاركة وصمة عربدة جنون صامت على جبين هذا الجنس البشري تتجدد لعنة حماقاتها ، كلما برز من يطوِّر رؤى قائمة على ابتكار أحلام من نبع خيال يجود به على معتل عقل مضروب على نشر حرائق تلسع الأبرياء ، واجدا في ذلك ومن معه شعوراً بتقمص العظمة التي تخال بها نفسه المريضة وقد استحقت التقديس والعلو على أعناق الناس مهما كانوا عبر العالم ، وهذا ما جعل الخميني بقليل من الدهاء ومساعدة وحماية المخابرات الفرنسية أن يضفي على قناعاته المقتبسة مما ذُكِر لقب الثورة مؤسسا جماعة تتخفّى خلفها في عاصمته "قم" طالبا منها و ممَّن حوله تصديق قدرتها كثورة غير مسبوقة على تخليص البشرية مما اعتراها  من ظلم وحيف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، ثورة لا علاقة لها البتة بمعتقدات الشيعة بل تتخفى خلف الموالين لإيران الصامتين عما اكتشفوه عنها وتخطيطاتها الضارة بالمجتمعات  مقابل ما يتوصلون به من ميزانيات زد عليها كميات من الأسلحة التي أحيانا ما تفوق حاجياتهم إليها ، وبكونها ثورة قائمة على التخفي والتضحية آخر المطاف بمن تتخفي خلفهم حالما تصل لما تريد الوصول اليه . هناك من الشيعة مَن ابتعدوا عن مثل التخريف وتعلقوا بمصير أوطانهم الأصلية كالحاصل في العراق ، الجاعلين أنفسهم وما يملكون ، رفقة باقي الشعب العراقي وارث الأمجاد ، حفظه الله ورعاه وسدَّد خطاه سداً منيعاً حفاظا على هذا البلد العظيم من طموحات غير مشروعة لثورة وراءها نظام لا يفكر إلا في مصلحة إيران الفارسية وليذهب ما عدا ذلك إلى الجحيم .

 

مصطفى منيغ

إيران حطب لفران

 

إيران حطب لفران

سبتة : مصطفى منيغ

إبداء الرأي ليس بكلام يُقال وحسب بل موقف ، قد يقبله البعض ويحاربه آخرون وهيهات العثور بينهما على حَكَمٍ مُسْعِف . صاحب انحياز لجهة ما يرى في نقدها بالأمر المُجحف ، عكس المحايد يجيز  فيما يُذكَر لخلوِّه من أي تسويف ، أما المُكلَّف الرسمي بالترويج التابع لجهاز سري ينشط وفق ما يتطلَّبه التعريف ، عن الصادر منه الرأي إن كان موالياً فهو الصادق وليس ضمن تصريحاته أي علامة من علامات التَّخويف ، أما إن كان من المعارضةِ فهو المخبول الواجب (وحرصاً على تماسك المصلحة العامة) أن يتعرَّضَ عقله لما يشبه التَّجويف ، ليعود مُكَلِّماً نفسه بين الأسواق والناس مَن حوله بين شامةٍ ساخِرٍ مُتفرِّجٍ أو طالب لذاته حُسن ختام كشخص ممَّا يجري قُدَّامه عفيف ، طبعاً هناك  في بعض الدول والعربية بينها مَن يحضروه لأمكنة أمنية خاصة ولا يخرج منها إلا ناسياً حتى اسمه يُبصر ويظن أنه كفيف ، فيهيم كأنَّ الدنيا مِلْك أي تصرف صادر عنه حتى يغيب طريح أي رَصيف ، ليصبح مثواه مستشفى المجانين كلما جلسَ تَرِنُّ في أذنيه كلمة قِف فيقِف . كل هذا من أجل رأي أبداه في حق نظامِ لا يحسن لخدمة الشعب (مهما كان المجال) أي تصريف ، وسوريا الأسد متجاوزة كانت في مثل المسألة كل المقاييس والباقي لدى إيران مترجم باغتيال مًن لكل غاضب على عصابة الحُكمِ بتكليف مختصٍّ بالقتل عن بعدٍ هادف . فمتى يُنظر للمساهم برأيه نابع ما أعلنه صراحة عن حسن نية ينصح ولا ينطح يشرح ولا يجرح يمنح ولا يكبح يكدح ولا يمرح فيستحق الإصغاء الجيد لاستخراج التأني الثقيل بدل الاستعجال الخفيف ، كمدخل لثقافة ديمقراطية مسؤولية المسؤول عن تدبير الشأن العام  فيها أكان وزن مقامه الوظيفي من الثخين أو النحيف ، مراعاة الحق الإنساني في الكلام ضمن حقوق أخرى داخل وطنه بدل اختيار أوطان لسبب من الأسباب معادية  يخرج وسطها عن الصف بكل ناقصة للأصل قاذف .

... في إيران الأفواه مكمَّمة والعقول أصحابها مراقبة حتى تظل تعاليم الثورة الخومينية من ضروريات الأفكار والمعتقدات المتداولة دون سواها على الإطلاق ، كأن العالم عاصمته طهران ولغته الفارسية ومصدر تشريعاته مدينة "قم" لمن أراد عن طوعية أوكرها الاحتفاظ بالهوية الإيرانية لقضاء أي حاجة لها علاقة بالحياة اليومية العامة ، اعتقال جماعي كائن في الهواء الطلق يشمل الملايين من المغلوبين على أمرهم بحكم مستبدٍ لا رأي يعلو على رأيه ولا مصلحة مستقلة عن مصلحته ولا فكرة مهما كانت تخرج عن سيطرته وبذلك استحق التنويه عن لقب السجَّان بغير حاجة لسجن ، إنما هو سجان من عيار الحرس الثوري أهم مهماته الحفاظ على ارتباط السكان بالثورة أعجبتهم أو نغَّصت حياتهم لدرجة لا تطاق ما دام الأمر واحد لا اختلاف علية ، ففي  القبضة اليمنى السلاح المكتوم الطلقات  وفي اليسرى العصا الغليظة ، والويل لمن خرج عن الطاعة المرصود لدوام ضمانتها الميزانيات الضخمة من عائدات بيع النفط بالطرق الملتوية .

... طبعاً ناسية نفسها عن تعالي وغرور حينما تؤكد أن جبهتها الداخلة متحكمة فيها تحكماً لا ثغرة مهما صغرت محفورة في جدران الوسائل الصلبة الهائلة البشرية والمادية الموجهة لذلك ، لذا وللوقاية الإضافية تسعى لزرع الفتن خارج دولتها إيران لتُظِهر للإيرانيين أن الاستقرار السائد عندهم من نعم ثورة حكيمة حاكمة ، والواقع يؤشر أن عكس ذلك هو الصحيح ، آخر هذه المحاولات الإيرانية البئيسة التدخل لزرع القلاقل في سوريا وقد حز في نفسها أن تكون ثورة معتمدة على نفسها مكونة من أبناء سوريا الأحرار ، مهما توزعوا على جماعات أو منظمات أو طوائف ، المهم أنهم تمكنوا عن وحدة مبدئية قائمة على تحرير ارض وطنهم من المجرم بشار الأسد ، الذي سبق لنفس إيران أن ساندته وآزرته وجعلت منه حليفاً قادرا على تشريد الشعب السوري بكل أطيافه وحرمانه من جميع حقوقه المشروعة ومنها حف الحياة  في أمان ، مدعية أن الولايات المتحدة الأمريكية من وراء نجاح هذه الثورة السورية وبعض الدول ومنها تركيا ، لذا ستعمل على تحريض الشباب السوري مع مدهم بالسلاح ليشعلوها فتنة  تعرقل مسيرة الثوار الموفقة حتى الآن وتشغلهم عن بناء الدولة السورية على قوائم المساواة والعدل والحرية  ، لكن مهما حاولت هذه الدولة الأخطر من الخطر على السلم والاستقرار والأمن ليس إقليميا وحسب وإنما على العالم  برمته ، لن تنجح في مسعاها الشيطاني وسوريا ستشهد نفس النور المغطِّي مساحتها تعميراً وتشييداً لأسس التعايش بين جميع السوريين كما صممت لذلك الإرادة السورية الداعية للخير والود والسلام بين الجميع من جديد ، أما إيران ستظل جامعة حطب فرَّان ، الآتي في حقها سيدفعها وسطه لتلتهم ذاتها من تلقاء ذاتها ، وذاك ختم خدام الشر مهما كان العصر المرتبطة نكبتها به .

مصطفى منيغ

اليمن مهما اتفق الطرفان

 

اليمن مهما اتفق الطرفان

سبتة : مصطفى منيغ

ما كانت اليمن في حاجة لاتفاق الطرفين السعودي الإيراني لتفاجأَ بجعلها عمود التفاهمِ المستقبلي بينهما ، فقد توصلت بما يكفي مِن معلومات حتى تتهيأ لاتخاذ موقف تُطهِر مِن خلاله أنها اليمن الكاملة الرشد غير محتاجة لوليٍّ يُسيِّر أمرها كما تشاء مصالحه والمعنى مرتبط بسواهما ، لتُضحي إيران باليمن كما فعلت بسوريا إرضاء لخطتها قبل دخول ترامب البيت الأبيض رسميا كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية ، وهذا لن يُلزِم اليمن في شيء ، فتلك لعبة سياسية تخص الدولتين كلاهما ، علما أن أمريكا من مهامها بدءاً لممارسة تنفيذ خطة الرئيس ترامب ، تغيير خريطة الشرق الأوسط تغييراً جذرياً ، لتنعم حبيبتها إسرائيل بوضعية مريحةٍ تمكِّنها من  تحقيق حلمها القديم الجديد في وضع اللمسات الأخيرة لضم الأراضي التي احتلَّتها مُؤخرا بالقوَّة ، بما في ذلك الضفة الغربية بمباركة السلطة الفلسطينية المنهمكة حالياً في تضييق الخناق اعتقالاً وقتلاً للفلسطينيين المعروفين بانضمامهم لخيار المقاومة حتى الرمق الأخير ، وما حَصل ولا زال في مخيَّم جنين يؤكد أن السلطة الفلسطينية برئاسة عباس قد رفعت الراية البيضاء أمام استغراب أحرار العالم ، بل في طريقها لبيع ما تبقى من الجغرافية الفلسطينية للأسف الشديد . ولا يهم اليمن ما أقبلت السعودية عليه وهي تغيِّر سياستها الخارجية المبنية كانت على الانتقام من معارضيها من تحت الطاولات وخلف ستائر الكواليس ، أو بحشد ما تتمكن من حشده كقوات عربية  لمحاربة من رأتهم خطرا عليها ومنهم اليمن المحرَّر من عملائها الواصلين التحكم في رقاب اليمنيين ، فتلك سياسة انتهت بصبغ ممارستها الحالية باللون الوردي بمد اذرع مساعداتها المادية لمن سيعمل على جلب الارتياح الجماهيري لها على امتداد الخريطة العربية في المجمل دون أن يظهر عليها تنفيذ تعاليم الغير لها ومن هؤلاء إسرائيل، التي تعمل على ضمان استراحة حتى تتهيأ لمعركة قادمة أشد خطورة على أقطار عربية بعينها كالعراق والأردن ومصر واليمن ، والمفروض في الاستراحة أن تَسْخَرَ من إيران وهي تتخلَّص من أذرعها الواحد تلو الآخر اليمن إحداها حسب المعتقد الإسرائيلي الإيراني المخطئ الخاطئ ، تسخر من إيران بواسطة السعودية مستغلة دور الصين ذي النية الحسنة في الموضوع ، واليمن مدركة أتم ما يكون الإدراك أنها متروكة لمصيرها فما عليها إلا الاعتماد على إمكاناتها المحلية ، وأيضا عالمة أن اتفاقية مبرمة بين السعودية وإيران لن تعمِّر طويلا حينما تطَّلع إيران على حقيقة من وراء الفاعل ، لتخرج من المعمعة مهزومة خاسرة حتى مجهودها النووي ، ولتصبح في قعر جب المشاكل ومن الصعب الخروج منه إلا بمعجزة . حفظ الله اليمن واليمنيين وألهمها الحل المناسب لتظل وشعبها العظيم شامخة كمنارة مجد تمنح للعرب ما هم في أمس الحاجة اليهما الحرية والكرامة .(يتبع)

 

      مصطفى منيغ

اليمن بين الرياض وطهران

 

اليمن بين الرياض وطهران

سبتة : مصطفى منيغ

السعودية لم تفلح في السيطرة عليها أو على الأقل احتضانها وإيران لم تقدر على إخضاعها جزئياً أو بالكامل لنفوذها لتبقى كما كانت وكما ستكون اليمن وكَفَى ، جنس مُعتزٌّ بالنفس مُشبع بالتحامٍ لا انفصال له مع يَمَن كل الأزمان ما الليل والنهار على الأرض تناوبا  دون التدقيق لماذا كيف ومتى اللحاق بالفهم وقد وَفَى ، وتلك أبعاد لا يتبيَّن تفسيرها (كل منها على حِدة) عقل بشري ولو عن فلسفة عاجزة بدورها  التخمين بطرح الأقرب إلى التصديق مَن الباحث بلا طائل  له هَفَا، اليمن لذاتها والمنتمين إليها جَوْهرَة  تتحوَّل لمواجهة الأعداء جَمْرَة مَنْ طالته إن ظهرَ ثانية فعقله قد سَفَا ، ولمن فكَّر في اجتيازها مدفوعاً لمَسِّ ذرة من ثراها قد عَقَا وضميره مِن فوقِ الندم طَفا ، اليمن مبدأ إقدام جهاد إن قالها كلمة صدق في تنفيذها ولو اقتحم هول الهول فإن صار هذا الهول أنثى بها رَفا ، ليظل إخلاصه لِما وَعَدَ به كما لكلِّ شيء الدَّفَة ، قد تغيب المظاهر مهما اتَّسَعت وذات الوعد كأنه عهد خَفَا ، كلمعان البرقِ يثير بشرَى سفي الأرضِ المُنعَم عليها باخضرار فاصفرار حصاد يطرد الجوع بوفرة القوت المبارك يُنَوِّهُ به حتى الطائر بفرحته الزائدة لسربه ذَفَّ .

اليمن مهما كان نظامه يكره الظلم ولا يتحالف لأطول لحظة ، متى استفاق انه انحاز لمن لا يستحق هذا التحالف فكَّه علنا بصراحة مطلقة ، كأنها فسحة بين تجربة وأخرى ولا يهم الوقت فالتطور عند اليمن بغير كرامة ولا حفاظ على هوية الوطن المستقل تأخُّر للوراء لمرات إن حصل الفاعل مرَّة ، عنيد بالحق لنصرة الحق لا يفرِّق بين الكبيرة والكبرى ما دام هو الأكبر سمعة نظيفة وهدفاً راسخاَ واستعمالاً دائماً لِ : "ها أنا ذا" ولمن لم يعجبه الموقف فليختار أي جدار سميك يصدم به رأسه ليقيس بما تتراقص أمام عينيه من نجوم سابحات في هواء غير الهواء كضيق دوامة لترسيخ موعظة ، لا يُغيِّبها الزمن عن أصل اليَمن مَن بمثلِ الميزة سعيد السعادة .

 ... اليمن يحارب من أجل فلسطين عن تضامن مصيري مع شعب فلسطيني عربي متمكّْن من حب أرضه غير قابل للتفريط في شبر منها مهما كانت قساوة المتكالبين عليها من حلف إسرائيلي أوربي أمريكي وأذناب قلَّة (من عرب الثراء النفطي) منبطحة ، ليس نزولاً لرغبة إيران منتمية لأذرعها كما يقال خارج دقة الحقيقة ، بل تحارب وبأقصى جهد لأنها اليمن مِن أرادتها جزء موضوع رهن إشارة المستغيث بها عن طاقة كاملة غير منقوصة ، تُسخِّرُه لأنها قادرة على الجهاد في طليعة الطليعة ، مادام الخوف نفسه يخاف منها ليلتصق بمن كوَّنوا حلفا آخر معاديا لإحراق مواقع في الحديدية ، وسواها معتبرين ذلك أنه ردع قد يخمد حماس اليمنيين ويكفوا عن مضايقة خليلتهم إسرائيل المدلّلة الذليلة ، وهم لا يدركون معنى أن تصمِّمَ اليمن على شيء فأنها تكون أخطر من نار على بواخرهم الحربية إن فكرت في اجتياز خليج عدن مهما تكاثر عتادها وتضخّمت عدتها المدمِّرة ، وفي ذلك صورة متكاملة الدلائل أن القوة إن كان مصدرها الدفاع عن الباطل مهما أنجزت آخرها هزيمة ، تعيدها للتفكير من جديد أن الكبير كبير بالحق وغير ذالك بهتان مؤقت لا قيمة له بالمرة .( يتبع)

      مصطفى منيغ

اليمن بمن حضر فذاك الوطن

 

اليمن بمن حضر فذاك الوطن

سبتة : مصطفى منيغ

هناك وهناك وهناك لكن هي اليمن واحدة كوطن بمن حضروا كيمنيين متقدمين الساحة أكانت سياسية مدنية أو عسكرية ، على الأقل بالنسبة للخارج أما داخل الداخل حيال قضاياهم كالفصيلة البشرية العظيمة الأخلاق والخلق على ذات النُّطق والعقلية وحب الحرية وصيانة الشرف والحفاظ على الكرامة فيما بينها متساوية ، لا يهم من تحمَّل عناء المواجهة الشرسة اليوم فقد تحمَّلها من قبل فريق آخر كما سيتحملها غدا وارث نفس الرضاعة من ثدي أم لا تُقارَن أبداً كأصل تربية ، تُقدِّم الوفاء على الغدر وتأخذ الإخلاص مقصلة لزج رأس الخيانة وتقيم الحد على مَن زاغ ولا مجال لوساطة العاطفة فالحق عندها حق ولو قسي في حكمه  العادل على أحبة  ، فغذى أقلهم هزبرا تسبقه هيبة الرجال القادرين على تحرير المكبول ظُلماً ومواجهة أعثى إغراءات حضارة المسخ المصدرة من الأعداء وما أكثرهم  على أساس توطين الانحلال ليتغلب في هذا البلد الحرام على الحلال .

حينما تصيب جماعة إسرائيل في قلبها بضربات موجعة كما فعلت يوم السادس من هذا الشهر وبالمرة تتصدى لحاملات طائرات أمريكية بصواريخ ومسيرات لإفشال هجوم كان مقرراً وقوعه لإلحاق الضرر بأرض و شعب الوطن ، فقد فعلت تلك الجماعة ما فعلته باسم اليمن وشعب اليمن المتحمِّس للوقوف صفا واحدا مع الشعب الفلسطيني لتحرير فلسطين المحتلة أصبحت ليس من طرف الإسرائيليين وحسب بل أيضا من السلطة الفلسطينية وعلى رأسها محمود عباس المنحني في منظر لا يشرف حتى ألمنعدمي الشرف للصهاينة ، مقابل تركه ومن معه ينعمون بما تمن به عليهم السعودية ، ودويلة الإمارات من أموال وبالعملة الصعبة الملطخة بالتواطؤ لتصفية القضية الفلسطينية ، وفي الأخير سيكون مصيرهم أسوأ من السيئ وعلى أيدي الصهاينة ذاتهم حينما يتيقنوا أن دورهم في خيانة أبناء جلدتهم وصل لصلاحيته الإقتراضية وعليهم الذوبان بنار ما اقترفت أيديهم في حق فلسطين الأرض والوطن وآلاف شهداء غزة الذين خططوا بدمائهم الزكية ملحمة الملاحم طوفان الأقصى الحائزة على إعجاب العالم بجهاته الأربع . قد تكون تلك الجماعة تتلقى الأسلحة من إيران ثمن استغلال ما تقوم به لصالح موقفها اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية ، لكن هذه الدولة الفارسية لا تدري بل غير مطلعة في العمق عن أسلوب اليمن في تعاملها المبني على ترك مسافة للتراجع حالما يقتضيه ظرف حاصل لا محالة ، لذا الجماعة تحصل على السلاح من جهات أخرى وبسخاء أكبر من المعتاد ، إيران تعاني من ضعف جهاز مخابراتها البعيد كل البعد عما يجري داخل اليمن ومن مدة ، قد تكون الاتفاقية التي أبرمتها مع السعودية وفي ملحقها السري تُعطى إيران الدليل أنها لن تعرف اليمن إن لزم الأمر حماية مصالحها العليا ، قد تكون تلك الاتفاقية مع بداية تنفيذ مضامينها على أرض الواقع فرصة تلقي إيران صفعة حقيقة مرة أساسها أن اليمن تهيأ لمثل المناورات مُتَّسِماً بالذكاء حفاظاً على نفسه وتكسيراً مُسبقاً لكل حواجز العزلة المضروبة كانت حسب خطة الاتفاق في جانبه السري لتجميد اليمن كليا فيرضخ للأمر الواقع ، وتلك مفاجأة ستكلف إيران الهروب إلى الخلف مع إعادة النظر في جهازها المخابراتي المُخترَق من كل ناحية وصوب . (يتبع)

 

      مصطفى منيغ

العراق لباب انتفاضة يطرق

 

العراق لباب انتفاضة يطرق

مدريد : مصطفى منيغ

لم يعد الشرق الأوسط العربي منساقا لما ألف من ادعاء الطاعة العمياء للولايات المتحدة الأمريكية كلما وُضِعت جل دوله على محك الاختيار ، وهذه المرة بجدية لا تقبل من يتأخَّر ، أو إعادة في الموضوع ذات الاستهتار ، فزمن التخفِّي وراء العجز والوهن وقلة الحيلة وتَصَنُّع عِلَلِ الاستنفار ،  لم يعد منفذاً سليم العواقبِ ولا مُنقِذاً مِن أي انهيار ، إذ الحيِّز بأُكمله مُقبل على مراحل قد تهدُّ غالبية الديار ، على مشيديها بالظلم والاستبداد ونشر عوامل الضغط باستعمال القبول بالموجود أو التعرض لدنيئة الاحتقار ، مادامت الشعوب هناك جرَّبت الصبر ، والنضال بين كر وفر ، وترك واجب التصدي للمنكر لظرف آخر ، ولم ينفعها غير الذي لن تجدَ معه أي مَفَر ، إما تصفية التدبير مِن الطغيان المُدَبَّر أو الانفجار .

... ماذا ينقص العراق وهي دولة علَّمت دولاً معنى الرقيِّ والازدهار، في بدءٍ طَغَى الجهل فيه داخل أمصار ، لتتبارَى باقتتالِ لاجتِرار تعويضِ مُقبِلِ أيامها في خمول لازدراد غنائم تُشبع البطون بمجون كل ليلة وتهمل ما يوضِّحه من تكدس شرورٍ أي نهار ؟؟؟ . ماذا ينقص العراق والموروث فيها مِن الأمجاد ما يملأ الدنيا بالاعتزاز والفخار ؟؟؟ ، ما دهاها لتُترَكَ ككرةٍ تتقاذفها أرجل دخلاء لتصريف بين أجزاء لها صنوفاً من البلاء وصبغ نصف فضائها بلون القار؟؟؟ . وتركها عرضة للأوساخ كأنَّ مياه دجلة والفرات جفَّت بلا هوادة تاركة ما يُروَى عنها من شؤم أخبار ؟؟؟ ، وحقائق طوتها ما أُلحِق ببند معلومات تُحسب على صلب أسرار ، من طرف عملاء أجورهم مدفوعة بسخاء لمساهمتهم في طعن بغداد عشرات المرات من كربلاء والموصل والبصرة وقافلة الأسماء كل وقت تضم الأكثر ؟؟؟ . الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد مسؤولة في عهد الرئيس ترامب على العراقيين ولا وقت لها لتخطيط مستقبلهم ليكونوا  أو لا من الأمم الأخيار، مهمتها انتهت بإسقاط مَن حاربت بشراسة من أجل إسقاطه وما شعرت بالحرج لأنها من تعداد أكبر الكبار ، الذين استباحوا حرمة وكرامة وشرف دول جعلت بتصرفاتها حكماً وسياسةً من أصغرِ الصِّغار، فعلى العراقيين الخروج مما وقفوا عند نقطة طفحت بثرثرة عقيمة حول سطح يتجاهل عن فعلِ فاعلٍ الجَوِهَر ، وإعلان العزم بعد ترك نفس الحوار غير المُجدي المُكرَّر ، بين بعض رموز لم تعد بما بالغت فيه من تجاوزٍ أن تكون في عرس النهوض المبارك زوجاً لمن ليست له تجوز لنظافتها من انحياز وانفرادها بمصلحة العراق الحر ومواطنيه الأحرار . على العراقيين وقد عُرِفوا بالنجباء أن الحال لم يعد يسعف مَن أصيبوا بشعاع يوهم البقاء على ما هم عليه من خيبة تتعاظم حتى تؤدي لذاك الانحدار ، المستغَل من صيادي مثل الوضعيات العائدة عليهم بالتدخل البطيء أو السريع المتقمصين دور المنقذين وهم لب الخراب متى انكِشِفَ أمره تحوَّل لسراب ومعه مصير بلد قد تبخَّر ، هناك الملايين من العراقيين المهاجرين عبر القارات للابتعاد عن فوضى ملشيات مسلحة ما همها الوطن ولا احترمت ماضيه ولا تطلَّعت لحقه حيث المفروض أن يكون في المقدمة عن جدارة واستحقاق يعمه الاحترام والتقدير والإكبار ، فقط المساهمة في إفساد الفساد وبدون زرع يطالبون نصيبهم من الحصاد وبيع ضميرهم بقليل مال والمتهالك من عتاد  والتباهي بترديد شعارات ما حرَّرت ولا طهرت ولا شيدت فقط  منساقين بها خلف من حسبوا مصدرها زئير أسد وهو في الواقع نعيق حمار . فإلى متى يظل هؤلاء أصحاب ضغط على من يدعي أنه من طرف الشعب مُختار ، وهو يخفي الضحك على نفسه إذ الشعب أبعِد عن صلاحية الانتقاء بتسرب المندسين خلف ستار ، شفاف من جهتهم لقنص أي معارض وشديد السواد من الجهة المطلة على العامة لتمشي وراء أي تجربة والسلام مادام الكل في الكل من المتقدمين  أرقاماً مهما تباينت أسماؤهم مجرد أعمدة معادلة واحدة لفرض إبقاء الحال على ما هو عليه بحكم الأجنبي ذي الدرع الطويل  على المحلي الأصيل ريثما يصل جيل العراق للعراقيين والباقي مجرد سوَّاح خارج بلده ساح  لا غير .

   مصطفى منيغ

اليمن مفخرة لحقوق الإنسان (1من3)

  اليمن مفخرة لحقوق الإنسان (1من3) سبتة : مصطفى منيغ تتقدَّم الحرباء ولسانها يفرز لعاباً لزجاً لاحتواء صيدها مُبللاً يستقرّ في بطنها بعد...