الثلاثاء، 18 فبراير 2025

يوم الخميس السعودية تواجه إبليس

 

يوم الخميس السعودية تواجه إبليس

القصر الكبير:  مصطفى منيغ

انطلاقاً من يوم الخميس ، (القادم بعد يومين) سيبدأ تاريخ وحدة حقيقية للعرب أو انتكاسة عُظمَى تعيدهم للتفرقة والنوم المُثقل بدوامِ الكوابيس ، الكل متوقِّف آنذاك على القمة الخماسية المُصغَّرة التي سيجمعها حوله في الرياض وليِّ عهد المملكة السعودية بشكلٍ شاهِدٍ أمتن وأنجع و ارفع المقاييس ، ليصارح بعدها العالم عن ميلاد قوة  عربية حقيقية لا ولن تُقْهَر  تتكسَّر حيالها كل الدسائس ، أو عن انتكاسة تجسِّم أضعف مِن الضعف الجاعل نفس العرب آخر مَن لهم الحق في الكلمة استعراضاً لوجودهم ولو خلف الكواليس .  من خلال توقيت ذاك الموعد الدقيق ستُطرح ليس المُتعارف عليها من أفكار لا تُغيِّرُ كانت الفشل السابق مهما عايش أصحابها من وقائع وأحداث  ذات الصلة ولا تُلمِّح حتى للخروج من مسار المُطبَّق قهراً على المَتاعيس ، وإنما تلك الموازية لكفاءة عقولٍ المفروض أن تكونَ  مُفعمة بما تهيَّأ لها من إمكانات مادية هائلة وتجارب مُكتسَبة عن الإحاطة العلمية المُنتجة تكون لابتكارات لها مفعول الإقناع حتى لمكدِّسي أشدّ المتاريس ، لإغلاق أبواب التفاهم مع الفاقدين حقوقهم عن ظُلمِ أقوياء لا يقيمون وزناً لتأنيب الضمير فقط أمناء عمَّا سلبوه من تضاريس ، تَخُصُّ جغرافية بلاد مصيبتها في تشردم أهلها بحُكْمِ التنافس على السلطة وترك حريتهم كدولة عاصمتها القدس نفيسة النفائس .

... القمَّة المصغرة المنعقدة تحت عيون وتربصات الاستعلامات التابعة لقوتين مشهود لهما باستباق الأحداث فوزا للإطلاع  على ما هو آت لالتقاط مضامينها مهما كان صنفها قبل أوان يُدوَّن أنه فات ولا مناص من قبول ما تضيفه (تلك المضامين) بالحسنى أو التحدي المطلق للمرتَقب كواقع معاكس الانعكاس ، أمريكا وروسيا لهما الباع الطويل في التسرُّب بجهازيهما المذكورين متى تعلق المراد بملفات يركزان عليها نجاح سياستهما في المنطقة العربية ثم المناطق جلها وليس هناك من ملف أهم  على الأولى من القضية الفلسطينية عامة وكوارث متسلسلة لقطاع غزة خاصة لدرجة تفرد (استمرارا لحدوثها  بانتقامات أكبر أو رفع اليد عليها)  الرئيس ترامب برغبة إتمام اللقاء المِفْصَل بينه و الرئيس الروسي بوتين لتفصيل ما يطمحان اليه من منافع تعود بما يخططان (كل منهما على حدة وبأسلوب مُغاير شكلاً) لضمان تغيير جذري لما دأب عليه مجال التعامل الدولي واستبداله بآخر لا مكان فيه للضعفاء تحت أي مُسمَّى أو عنوان كان . وحتى يتفوق ترامب على خلفية تطبيق رؤيته المجحفة للاستيلاء على قطاع غزة لن يتردد في منح روسيا صلاحية ضم الأراضي التي استولت عليها بواسطة الحرب وهي أوكرانية  الأصل بل والذهاب إلي جعل أوربا تبارك الفاعل وإلا سحبت أمريكة كل قواها وفي مقدمتها العسكرية  من هناك بما يعرض الاتحاد الأوربي لمخاطر قد يحسبها هذا الاتحاد جد جسيمة  على مستقبله ، ممَّا يجعل المملكة العربية السعودية ومند البداية مدركة أنها تواجه إبليس غير المرئي المتنقل بما يقدر عليه من مكائد ليجعل من تلك القمة المصغرة المكبرة على حد سواء  مجرد نسخة لسلسلة قمم عربية تنتهي ببيان لا طعم ولا لون له إلا  فتح المجال للمزيد من انقسامات الرأي على مستوى يزكي  مآسي تهز الاستقرار العربي على كلمة واحدة تنقدهم إن تحققت مما هم فيه ، وبالرغم من ذلك مستمرة في العمل على بصيص أمل أن مصر متمسكة لازالت بإحضار بدائل لا تخص إبقاء أهالي عزة فوق أراضيهم وتحمل المشاركة العملية في التعمير بما يتطلبه من مجهودات ومنها المادية وحسب بل التصدي وبحزم لتكسير شوكة غطرسة الكيان الصهيوني باستعمال القوة . وأن لا تكوون المظاهر الملاحظة على أرض سيناء مجرد عرض للعضلات لتضخيم مطالب غير معلنة أن توفرت قد يتبخر كل شيء ، إن العرب أذكياء من الآخر هذه المرة لن يتركوا أي متخاذل يرتاح صحبة مغانم تخاذله لتعم الخسارة آنذاك على الجميع . الكلام واضح والموقف ما سيترتب عنه لقاء الخميس الذي تواجه فيه المملكة العربية السعودية إبليس ، وإن كان خفياً مخفياً فهو بين الحضور في تلك القمة جالس .  

مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان

في سيدني – أستراليا

سفير السلام العالمي

الاثنين، 17 فبراير 2025

مصر للأمة العربية تناصر

 

مصر للأمة العربية تناصر

القصر الكبير : مصطفى منيغ

أراد تلطيف الجو بينه والسعودية فطلب منها الموافقة على عقد لقائه والزعيم الروسي بوتين ، اعتراف مبطن بهدف يتخطى مثل اللقاء مرَّتَيْن ، قطع الطريق على مصر بردِّ الصفعة صفعتين ، وإيقاف حماس السعودية  وهي الأبعد عن تمكين غزة بكل حقوقها فقط مسافة خطوتين . المملكة العربية السعودية مُدركة أنَّ أهَمَّ الأهَمِّ المتطلع إليه مستقبلها السياسي أن تكونَ قادرة للحفاظ على أمرَيْن ، ريادتها للعرب بتشبثها المطلق لما يخص سيادتهم على أراضي دولهم من المحيط إلى الخليج ونفسه الموقف مع كل المسلمين ، وهذا يتنافى وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية التي ابتدع ترامب ما يحول به القيم المتعارف عليها دولياً مجرد ماضي  ولا يستحق لفقدانه كلية حتى الشعور بالحنين ، سياسة عمودها الفقري القوة الحق والأخلاق والنيات الحسنة والمجاملة والحياء والأحاسيس الإنسانية وتقديم الصدق وعدم الخيانة والتمسك بالوطنية والعدالة والمساواة والديمقراطية كلها وسائل تعرقل المستحقين ، للعيش داخل نمط اكتفاء ذاتي لا يهم مصدره بل إحضاره عن تنافس للاستحواذ غير المعترف لا بالمحكمة الدولية ولا بهيأة الأمم ولا بما فوق الأرض من قوانين ، ومثل  النهج بدء من تأخير فادح لن يكون معه لا عقل ولا تفكير ولا دين ، مجرد مخلوقات لا يحصرها مكان ولا تنتبه لمرور زمان تخشى ما يكبرها حجماً ليس بينها هذا ثريٌّ وآخر مسكين ، سياسة يعتقد ترامب أنه بها سيخدم عظمة أمريكا بتعظيمها أزيد وأكثر والواقع أنه يجعلها بين كماشتَيْن ، كراهية العالم لإدارتها ولو لمدة أربع سنين ، وتهيئ الفرصة لجمهورية الصين ، أن تحلَّ محلها لسببَيْن ، التطوُّر القابل للتطوُّرِ بالتطوُّر المبني على الاجتهاد الفكري والإبداع ألمجالي مهما كان الصعيد تكنولوجياً أو اقتصادياً أو عسكرياً وعدم سلب حقوق الدول المستقلَّة بنشر الفتن فيما بينها لزرع عِللِ الشَّك في نفوس أهاليها  بدل سلامة الاستقرار  كيقين.

اختيار ترامب للسعودية لم يحدث اعتباطاً بل لمسح قلقها ممَّا صرَّح به شريكه في حماقة إفراغ غزة من أهلها الشرعيين ، نتنياهو الواقع الآن بين مصيبتَين ، ما تستعدُّ به جمهورية مصر العربية وهي تغطي أرض سيناء بمعدات عسكرية قادرة على سحق الكيان الصهيوني على مرحلة واحدة وليست مرحلتين ، وما لحق بمصر من مؤيدي دفاعها عن الحق الفلسطيني كالجزائريين ، المستعدة دولتهم الانضمام لما تراه مصر كباقي الدول العربية الحل الأمثل لوضع حد لمهزلة ترامب وخلفه صاحب الوجهين ، أحدهما لليهودي اليميني المتطرف  الكاره للعرب ودينهم والثاني المسجل كمبحوث عنه دوليا ضمن قائمة المجرمين . الرئيس بوتين الرابح الأساس في اللقاء لما تتحلى روسيا من صريح الاحترام والتعامل الند للند مع المملكة المؤيدة مثلها رفض مقترح ترامب جملة وتفصيلا فيما يخص غزة قلعة المجاهدين ، ومهما حاول الرئيس الأمريكي من حين لحين ، فرض أي وعد لتشتيت الوحدة العربية لترك مصر معزولة ولن تجد أمامها إلا الرضوخ لمطلبين ، الموافقة على إصرار ترامب عدم ترك غزة لحالها لتنفيذ مشروعه الذي لم يعد خفياً على أحد وسحب قوتها من سيناء لاستقبال المهجَّرين .

المملكة العربية السعودية أظهرت في الآونة الأخيرة أن مصيرها مرتبط بمصير أمتها العربية ومصر قلب هذه الأمة النابض لذا تاركة ستكون لترامب كي يتحدث كما يشاء خارج لقائه مع الرئيس بوتين ثم يعود من حيث أتى فارغ اليدين ، وما أن يصل البيت الأبيض حتى تلاحقه صدمة قد تجعله يرتب أفكاره من جديد والعرب قد عزموا على مسح ما كان مكتوباً عليهم زمناً بالانبطاح لإرادة حكام الأمريكيين ، بمنظفات كفاح ومنها (إن لزم الأمر) المواجهة بنفس السلاح المضاف اليه الإيمان الصادق بما بشَّر دينهم الإسلام المؤمنين ، الناصرين الحق بالسعادة الروحية في الدارين .

مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان

في سيدني – أستراليا

سفير السلام العالمي

الجمعة، 14 فبراير 2025

للفتن الآن رائدان اثنان

 



للفتن الآن ران اثنان

القصر الكبير : مصطفى منيغ

واحد منهما معروف بسريان الفتنة في شرايينه سريان الدم إن كان له دم كسائر الناس ، والثاني مَن اختاره الشعب الأمريكي المتحضِّر المتمسِّك كما يدَّعي بالديمقراطية العادلة ليكون فيهم بمثابة الرَّأس ، لكنه فوجِئ بسماع أفكارٍ ليساوره الالتباس ، إن كان ذاك الرئيس ترامب فيما يخصُّ قضية محنة الفلسطينيين بالذات عديم الإحساس .

... للثاني ومطالبه غير العادية ولا منصفة ولا منطقية البتَّة منظمة المقاومة الفلسطينية حَمَاس ، ستطلق غداً السبت سراح ثلاثة من الأسرى عندها فقط وليس الكل كأساس ، اتفاق مُبرمٍ بينها والصهاينة مَتَى التزموا بما يُقرِّبهم للتعامل إدراكاً أنَّ لا خِيارَ أمامهم سوى الشرب من نفس الكأس ، فلا الرئيس ترامب ولا سلاحه المهدِّد به الآمنة من دول خِيرة الناس ، عرب المجد إن شمَّروا على سواعد الجد جعلوها ثورة تَكسيرِ قيد التبعية المُذلة للظلم الأمريكي من القاهرة مروراً بالرياض ثم عمَّان وصولاً لعاصمة العِلْمِ في المغرب الأقصى فاس . لن ترضخَ تلك المنظمة المجاهدة بجاه معركة طوفان الأقصى المباركة لأي تعليمات أمريكية المبطَّنة بالوعيد المُخزي المُبالغ فيه وستكون إجابتها يوم الغد "لا" المُنطلقة شِعاراً من نور صمود غزة لإنارة واشنطن بما يُبعِد عنها ظلام اليأس ، المجتاح لها مع أفكار رئيسٍ لا يفرِّق بين القوة والكرامة والسيادة والشعور لدى العامة عرباً وعجماً بعزَّةِ النفس . ولو كان رئيس أقوى دولة في العالم يستحق الاحترام لاحترم بدوره ما تركه شهداء فلسطينيين وقد قاربوا الخمسين ألفا وصايا استمرار الكفاح دون الالتفات لأي جراح لغاية اشراقة شمس صباح ترفرف معه و به راية الاستقلال المُعبرة على أحقية الفرح مرفوقة  بالتكبير ودق الأجراس ،  لكنه اتخذ القضية مجرد استغلال بشع يراه أي مقاول لحصاد الربح المزروعة بذوره بدموع الأرامل واليتامى وضحايا جرائم الأبادة المتفق على ويلاتها بعجرفة لا توصف وضرب كل القوانين المانعة ذلك عبر العالم عرض الحائط ، كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية المحسوبين عدواناً على ذوي أشدِّ البأس .

... جمهورية مصر العربية تراجعت عن التراجع ، لأنها حسبت أن الوقتَ قادرٌ على فرز ولو بصيص أمل حالما تفطن أمريكا أن الخطر الصهيوني داهمها لا محالة ، متى حققت إسرائيل مبتغاها في تكسير شوكة العرب ، وتشطيب ارض المشرق من وجودهم كقيمة جغرافية لها أسبقية التطور والنماء  وفرض كلمة حق تبعد نفسها والمنطقة برمتها من فوضى الباطل ، واستعلاء ظلم القوة المفرطة للمسِّ بسيادة الناطقين بلغة الضاد المتشبثين بدين الإسلام الصحيح ، ومِن أجل ذلك استحمَلت جمهورية مصر العربية كل ما حام حولها من تشكيك طال عروبتها مُبعِداً إياها عن اتخاذ أي قرار يجعلها مستقلة فعلاً بقرارها مهما كان المجال سياسيا أو اقتصاديا وبالتالي عسكرياً ، إلى أن وقفت على محاولة الرئيس الأمريكي ترامب النيل من عمق كرامتها بما صرح به افتراءً وعلانيةً بحضور الملك الأردني عبد الله الثاني ، أنه اتَّفق مع مصر بنسبة تفوق التسعة والتسعين في المائة عما يخص ذاك التهجير ، وهو يعلم أن الرئيس عبد الفتاح السيسي من أروع مواقفه ، المُدشِّن بها التحامه الكامل مع المصريين قاطبة ، بكونه ضد تهجير الفلسطينيين من ديارهم مهما كانوا في غزة أو الضفة الغربية ، ليس لمصر وحسب وإنما لأي جهة من العالم، حفاظاً على الشعب الفلسطيني من التشردم والبقاء فوق أرضهم لغاية تحقيق دولتهم الفلسطينية المُحَرَّرة وعاصمتها القدس الشريف ، فأراد أن يوضح للأمريكيين وللعالم أيضا أن مصر أكبر من المشاركة في لعبة الرئيس ترامب غير المسؤولة البعيدة كل البعد عن رؤساء الدول المحترمة نفسها ، القائمة على الوضوح في التعامل مع مثل القضايا المصيرية للشعوب والدول معا ، والصدق في إعلان الحقائق مهما كانت لوضع المسؤولية على عواتق مَن يتحملها عن استحقاق ، وكان السيسي أشجع لدرجة الامتناع عن حضور أي اجتماع نقطة جدول عمله مناقشة التهجير ، فكان الفاعل مطلع انفراج في علاقة هذا المسؤول المصري الجدير (آنيا) بقيادة مصر مع غالبية الشعوب العربية من المحيط  إلى الخليج ، وبدل الاستكانة والتخفِّي بادر إلى الاهتمام المباشر بإدخال المعدات الثقيلة من أجل البدء الفوري في بناء ما تهدم على امتداد قطاع غزة ، لقطع الطريق نهائيا عن تخيلات المقاول ترامب استغلال ما جرى لضم الاستفادة المُطلقة لمشروعه الذي مهما أخفاه العرب على بينة تامة من أدق تفاصيله .(للمقال صلة)

مصطفى منيغ

الثلاثاء، 11 فبراير 2025

الأردنيون والملك يستعدون (3من3)

 

الأردنيون والملك يستعدون (3من3)

مدريد : مصطفى منيغ

لم يكن في مقدور الملك عبد الله الثاني أن يقولَ أكثر ممَّا قاله في أدبٍ جَمٍّ وهدوءٍ مُرتَّب له بعناية في جلسة المُهذَّبِ الأنيق المتواضع عن دبلوماسية جاذبة للاهتمام ، وما تَلَى ذلك من إصغاء مشوب بالحذر والحيطة والاستعداد التام لتلقي أي سؤال خارج عن سياق الابتعاد عن منح أية تفاصيل لأي جانب من جوانب القضية الأساس ، التي يتواجد تلك اللحظة ضيفاً لغايةٍ ما ، لدى  الرئيس الأمريكي الذي لم يفلح في إخفاء مظاهر الواثق من انتصار فكرته ، عن قناعة المتمكِّن المُعجب بنفسه كأقوى مسؤول تنفيذي في العالم ، ومع ذلك اعتلى محيا ذاك الملك الهاشمي ، تجهُّم أساسه عدم الارتياح النفسي ، بما ستلوح في أفق التحليل المنطقي لمن تابع عبر العالم العربي خاصة باهتمام بالغ ، كل كلمةٍ صادرة عمَّن مثَّل الأردن  المنتقل كان في تطلُّع شعبي حماسي ، من مرحلة حسبها البعض على التبعيَّة الأمريكية ، إلى أحسن منها استقلالاً بموقفه حاضراً مهما كانت الاحتمالات تحتِّم عليه مواجهة ثمن ذاك الاستقلال لتسديده مهما ارتفع ، لكن المعلن المختصر قد يحجب السري المُتداول مًطولا وراء الأبواب المُغٌلقة ، وإن جعل في لب ما ذكره ذاك العاهل الأردني في ثواني ، لجمهورية  مصر دور المسؤولية في اختيارٍ قد تطلع باقي الدول العربية علية لتتخذه مصدر موقفٍ موحَّدٍ ، الرافض أو القابل لفكرة الرئيس الأمريكي فيما يخص تهجير الفلسطينيين من ديارهم في غزة  من جهة ، وتأجيل النقاش المتمِّم لتنميق  الموضوع  وتزيينه حتى يلائم ويقارب الإبقاء على علاقة وطيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية في لقاء الرياض خلال الأيام القليلة المقبلة من جهة أخرى ، ممَّا يُلاحظ أن اتجاهاً ما غير سار قد يلاحق ما رسَّخته الأيام الماضية تلك المواقف الشجاعة الرامية لرفض مسألة التهجير جملة وتفصيلاً وبصورة قطعية ، لتبقى كلمة الشعوب العربية وحدها الأمر الفاصل لاندلاع ثورة حقيقية معبرة عن إرادة جماعية راغبة في إبقاء الحق لأصحاب الحق ولا شيء فوق القانون ولا معول مُخوَّل لهدم أسس حقوق الإنسان .

الرئيس الأمريكي بحضور ملك الأردن قالها في تحدى صريح : "لنا قطعة في الأردن وأخرى في مصر" ويقصد بهما كمكانين لاستيعاب المهجرين بالقوة من غزة ، قالها والملك صامت ممَّا أعطى انطباعاً أن الأمور ماضية كما خطَّط لها الرئيس ترامب ولن يتراجع عنها أبداً، لذا ما حُسِمَ سيتبعه التنفيذ وهذا الأخير إن تحقَق الفاعل سيكون بدايته انهيار حقيقي لكل قيم العدالة الدولية  ، وتدشين رسمي لعصر فوضَى ، القويِّ فيه يسود ، والضعيف أثناءه لعهد العبودية يعود ، ولن يكون للعرب إن قُدِّرَ له الهيمنة أي وجود .

... العاهل الأردني راجع لبلده لقيادة ما ترتَّب عن زيارته للبيت الأبيض ، الظاهر منها ما أضاف للرئيس ترامب ، أن كل معارضة لفكرته عن بعد ، تتحوَّل في رمشة عين إلى شبه تأييد في حضوره وجها لوجه ، لأسباب جلُّها معروف أصبح لدى الرأي العام العربي ، بما يجعل الغضب من بعض قادته يتضاعف ، لدرجة قد يفجِّر خنادق من القلاقل للتعبير عن نفاذ الصبر وخلو التفكير في امتداده ، لما أصبح يشكله من خطر على وجود العرب داخل جوٍ لم يعد صالحا لاستنشاق هواء الحياة بكل تفاصيلها معه ، لقد فطن العاهل الأردني أن الإدارة الأمريكية  بواسطة مسؤولين توافدوا إتباعا على دولة عربية في محاولة لتكسير عُروة أي إجماع عربي يفوِّت على الرئيس ترامب نشوة المضي قدما في تنفيذ فكرته ، وما حصلوا عليه من وعد التقليل من حدة المعارضة وصبغ أي بيان قد يصدر من ذاك الاجتماع الذي كان مقررا عقده في القاهرة ليتحول  إلى الرياض ، وفي ذلك رواية سنأجِّل الخوض فيها بما توصلنا في ذات الشأن من معلومات ، إلي ما بعد السابع والعشرين من هذا الشهر إنشاء الله ، بل أكثر من ذلك حينما طرقت أذني العاهل الأردني بعض التفاصيل المفروض أن تظل سرية بين مصر والأردن والسعودية وطرف رابع اتضح أنه مجنَّد من طرف الاستعلامات الأمريكية وما يعني ذلك من خطورة على البعض من انتقام أمريكي أكثر فتكا من الإسرائيلي ، لذا كان على الرئيس المصري تعليق زيارته لواشنطن حتى ترتب مصر أمورها جيدا اتقاء أي مفاجأة لا تخدم مصالح أمنها القومي ، خاصة في هذا الظرف حيث الرئيس ترامب يعمل على تقسيم أرض فلسطين بينه ورئيس وزراء إسرائيل في تهجم فظيع على كل القوانين والأعراف الدولية ، لقد صمم هذا الرئيس على امتلاك قطاع غزة ليس لما أعلنه عنها من تعمير سياحي ترفيهي بديع ، وإنما لانجاز مشروع حفر قناة مائية تطل على البحر الأبيض المتوسط شبيهة بقناة بنما قد تحمل اسمه  انه الهدف الحقيقي ، وموقف جمهورية مصر العربية إن صمد وتعزز بالإجماع العربي (باستثناء دولة عربية واحدة إن لم تصلح حالها وتختار حق أبناء جلدتها بدل التيه وراء الخيال الأمريكي الذي لا يعمل في الأول والأخير إلا لعلو مصلحة أمريكة فوق الجميع  لا غير) ،   ستكون قد حافظت على الشعب الفلسطيني من تهجيره بالقوة صوب دول أخرى ، وأيضا حفاظاً على قناتها وأهمية الملاحة الدولية بواسطتها ممَّا يضيف دخلاً لا بأس به للناتج الوطني المصري ، واللبيب بالإشارة يفهم .

مصطفى منيغ

الاثنين، 10 فبراير 2025

الأردنيون والملك يستعدون (2من3)

 

الأردنيون والملك يستعدون (2من3)

مدريد : مصطفى منيغ

العرب مؤخراً يسترجعون قسطاً لا بأس به من تضامنهم الايجابي الرامي لتأسيس موقفٍ موحَّدٍ حول موضوع مواجهة الرئيس ترامب بما يوقفه عند حده بالتَّفكير جدياً أنَّ العربَ متَى اقتنعوا عن إيمان عميق بقضية أوصلوا تحديهم دفاعاً عنها لدرجة إعلانها "لا"  علانية في وجه الإدارة الأمريكية بدل "نعم" التي ألفت سماعها منذ عقود ، طبعا للمملكة العربية السعودية نصيب من هذه الخطوة التضامنية بعد البيان الجامع الشامل الذي اعتُبر ناقوس رنَّ داخل أذني ذاك الرئيس الأمريكي يوقظه من حلم عسلي التخيلات إلى واقع أنصع لحقائق الواجب أخذها بعين الاعتبار كلما خص العرب بقرار طائش الانفعالات الراغب في المس بكرامتهم ومسح تاريخ ماضيهم المفعم بالصالحات من مواقف العزة والدود عن شرف وجودهم منذ البدء إلي اليوم وحبات عنبهم ما زالت متماسكة في نفس العنقود ، المرسوم شعارا لحلاوة وحدة داخل ألباب العقلاء وكلهم من المحيط إلى الخليج عرب وليس مقطوفا للاستقرار في بطون حكام البيت الأبيض ومخططهم لذلك موجود ، البيان السعودي أرغم الرئيس ترامب الخروج بتصريح التريث وبكونه غير مستعجل لجعل ما فرضه من قبل كلاما لا يعرف التنفيذ المباشر آنيا وإن كان يرى في تهجير سكان عزة صوب مصر والأردن الحل الأوحد لضمان سلام دائم يعم المنطقة كأحسن مردود ، زد على ذلك ما أعلنته الامارات العربية المتحدة عن عدم موافقتها لما ذهب اليه نفس الرئيس الأمريكي بل رفضها المطلق لفكرة تهجير الفلسطينيين عن أرضهم وبهذا يتَّضح أن السيل المبارك يتجه من نبعه الشريف إلى مصبه في بحر عظمة العرب حينما يكون الدفاع عن الحف الحق رائدهم مهما كانت الظروف ومهما وقفت أمريكا مع قوى البغي بغير حدود ، أمريكا العاقلة الراغبة إخلاصاً لتعاليم وأخلاقيات المبادئ التي قامت عليها لن تفرٍّط في العرب بدولهم الرابطة جزءا من آسيا مع كل شمال إفريقيا ويزيد عن ذلك نزولا لجنوبها حيث موريتانيا الذراع الغربي لهذا الصرح الذي مهما تناءت أطرافه هو واحد لغة ودينا وتاريخا محفوظا عند كل صمود ، لن تفرط في ذاك الرصيد المتين القوى من أجل أفكار لن تجلب على العالم إلا ويلات الحروب والمآسي وانتشار الحقد والضغينة بين بني البشر وهذا ما عمِلت الصهيونية الماسونية على انجاز كل الطرق والسبل المؤدية اليه لإشباع شهواتها الشيطانية وانتقاما لنفسها عما تعرض له أحفاد إسرائيل من زمن فرعون أيام النبي موسى عليه السلام الى ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المتورط في آخر حلقة من بقاء ذاك الجنس غير البريء في هذا الوجود ، إن تعامى عن الحق وحارب القانون ليخلص رئيس وزراء إسرائيل من ملاحقة محكمة الجنايات الدولية التي تمكنت بكل الحجج والدلائل أن ترى فيه مجرم حرب من الواجب أخذ الجزاء المُستحق ليصبح عبرة لكل من تسوِّل له نفسه المريضة تدمير وإبادة شعب لا ذنب له إلا المطالبة عن طريق مقاومة مشروعة لتحرير وطنه فلسطين ، يحارب القانون بفرض عقوبة وما يرافق ذلك من تنغيص وتقليل فرص تلك المحكمة الأممية من أداء واجبها الشيء المشجع الإجرام ليسود العالم فيتسنى للظالم القوي ازدراد صاحب الحق الضعيف وهذا يصدر من أمريكا الداعية للعدل كي يشمل الجميع لكنها في الواقع تستثني بما ذهب إليه رئيسها الحالي  إسرائيل لتضاعف مفاسدها في الأرض وتكون بمثابة مقصلة تفصل رؤوس الحق عن أجساد لها كامل الحق في المطالبة بإسقاط الفساد والتعنت والحقد والكراهية وطرد البشر من ديارهم كما تفعل إسرائيل بمباركة مثالية من طرف البيت الأبيض .

... الملك عبد الله الثاني سيسافر لمقابلة أصعب اختيارٍ على التوفيق في الخروج منه بسلام كما يتمنى ، بتقديم الحزم الغائب من زمان في إحضار قاعدة الند للند بالنسبة للمعاملات الدولية الطبيعية ، والأجدر بالفوز مَن يرَى في شعبه القادر الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى على حمايته ، بالتأكيد لن تكون رحلة استجمام ، آو الاستنجاد بأكبر قوة اقتصادية في العالم ، لإخراج الأردن مما يعانيه في الموضوع ، بل هي رحلة لوضع الكرامة العربية الممثلة في شخص الملك على محك التفاوض دون الانتقاص منها أي جزء مهما كان بسيطاً هامشياً ، فالمملكة الأردنية الهاشمية لها من المميزات ما تستطيع بها توريط الولايات المتحدة الأمريكية ، وجعلها تتحوَّل مِن رمز العالم الحر إلى حاضنة العبودية لإسرائيل ، فتكون ما زرعته من عمرها السياسي على امتداد قرون يُحْصَدُ بمناجل الصهاينة ، وآنذاك ستكره أمريكا العُظمى المرحلة التي وضعت يدها في يد قوم تشهد الكتب المقدسة أنهم منبع الغدر وخيانة العهود وأبرع مستعملي النفاق وأقدر البسر تقليداً لتلوُّن الحرباء أربع مرات في الدقيقة ، والأنصع برهاناً على شر هؤلاء غضب الخالق العالم بكل شيء عليهم ، ومثل الغضب كافي لدى العقلاء للاحتياط منهم معاشرة أو صحبة أو تحالفاً ، والولايات المتحدة تُقَرِّبُ لكل شيء مَن يعلم رجال الدين فيها غضب الله جلَّ جلاله على هؤلاء الذين مهما حققوا لن يفلحوا به مطولاً إذ لكل شرٍّ نهاية ونهاية شرهم لا يعلم هولها إلا الله الحي القيوم ذي الجلال والاكرام . أجل المملكة الأردنية تستطيع توريط أمريكا لقربها الأقرب من نقط ضعف حكام إسرائيل واضعة يدها على أسرار تُصَغِّر هذا الكيان الدخيل أكثر مما هو صغير في نظر الملايين من الأمريكيين ، وقبل الإتيان على المزيد الملك ذاهب إلى أمركا وقد سبقته تسريبات لما يتهيأ داخل الأردن من استعدادات ، إن كانت نتيجة الزيارة عكس المنتظر منها ، تسريبات نقلها عملاء الموساد المتواجدين في بعض المواقع الضانين أنها حساسة ، لكن الاستعلامات الأردنية أضحت أذكي ممَّا يتصورون ، فهي عالمة بهؤلاء العملاء ، تاركة إياهم لسبب سيتم الإفصاح عنه لاحقاً ، المهم الآن التذكير أن المملكة الأردنية على الصعيد الرسمي عامة والجيش خاصة ، كانت على استعداد متجدد من سنوات لادراك الملك أن اللحظة حاسمة ستتطلب من الأردن الدفاع عن نفسها واختياراتها الأساسية المبدئية ، فلم تترك أي صغيرة أو كبيرة للصدفة ، بالتأكيد تلك التسريبات وُضعت كالعادة على طاولة الرئيس ترامب للتحليل ، فكان جواب الملك الأردني واضحا مما قد تم الاطلاع عليه مُسبقاً ، لذا لن يعود ذاك العاهل من تلك الزيارة مرتاحاً سعيداً ، وإنما ليكتب صفحة جديدة من أردن المستقبل المغاير تماماً لما مضى  ، مما يجسم ما طمح اليه الشعب الأردني العظيم ، الذي اظهر ألاف المرات استعداده لأي نوع من التضحيات ، المهم أن يبقى متشبثا بدينة الإسلام وهويته العربية وميزته الجاعلة منه كبيراً كما كان البارحة ليستمر كبيراً في الغد إن شاء العلي القدير

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان

في سيدني – أستراليا

سفير السلام العالمي

الجمعة، 7 فبراير 2025

الأردنيون والملك يستعدون (1من3(

 

         الأردنيون والملك يستعدون (1من3)

مدريد : مصطفى منيغ

من مدة ليست بالقصيرة والملك عبد الله الثاني مهتم بما سيحل على بلده في يوم ما يضعه شخصيا حيال امتحان إمَّا وإمَّا وليس بينهما امتداد ، وما أن نطق بها الرئيس ترامب حتى حلَّت فوق رؤوس الأردنيين سحابة قد تمطر هلعاً لا يستثني أحَد الأعداد  ، الأمر كان متوقعاً لكن بحدة أقل وأسلوب لا يصل لمستوى فاجعة تصيب الوطن والمواطنين بمثل الإصرار على الرفض وبشكل غير مسبوق من العناد ، فالأردن لن يكون واجهة لاستقبال المطرودين الفلسطينيين من ديارهم تحت أي تهديد أمريكي الأسْنَاد ،  لعرب الأمة العربية المؤيد كفاحها لغاية نصرة الحق من طرف الفرد الواحد الصمَد من عليه الاعتماد ، سبحانه وتعالى الخالق البشر لهدف موحَّد الأبعاد ، تعمير الأرض بمن يعبده ومَنْ يؤمن بغير ذلك مصيره عذاب أسود من سواد السواد .

العاهل الأردني بعد الحادي عشر من هذا الشهر سيتولَّى القضية بما يمكِّنه من تعزيز مقامه وسط شعبه أو يخسر أهم شيء في حياته وإلى أبد الآباد ، سيكون بعد هذا التاريخ قد عاد للأردن من زيارة يقوم بها للولايات المتحدة الأمريكية ليضع أمتن حد استسلام أو جهاد ، طبعاً سيُقابل في واشنطن بحفاوة إدراكاً لجلب اهتمامه أنَّ مصلحتَه العليا تكون مع أمريكا وما تريده أمريكا أو بالأحرى ما تأمر به أمريكا وما عليه إلا فتح الأبواب لاستقبال المهجرين للأردن مقابل حماية تجعله مُحصناً من أي أذى عن صدفة أو عمد مصدره أنكاد  ، وبالأردن متسع من الأرض ما يكفي لاحتضان بضع ألاف من الفلسطينيين نساءاً وأطفالاً وشيوخاً مسالمين لا حول لهم ولا قوة مبتغاهم الأقصى العيش في مأمن من الحرب والمرض والجوع والراحة من الارتعاد ، وأمريكا ستساعد الأردن لا محالة للتغلب على مستلزمات هذه المرحلة التي تراها بمثابة الحل الأسمى لترك إسرائيل لا تجد ما تتحجج به لشن هجومات تخلِّصها من ضيق المساحة التي لم تعد كافية لمقام دولتها لتفخر بإتمام توصية الأجداد ، ومثل هذا التخريف على لسان الأمريكي بغير ملَلٍ يعاد .

... الشعب الأردني له كرامة وعنده إحساس عالي التأثير بالمسؤولية اتجاه ذاته ومَن حوله أكانوا من أشقاء أو أصدقاء دولتهم الأردن بالحسنى وخالص تَوَاد ،  محترمٌ بطبْعِهِ أبِيٌّ لا يطيق النفاق مهما كان مصدره ولا المُشبَّه صنيعه بالجراد ، مثقفٌ مُطَّلِعٌ على ما يجري عبر العالم من تجاذبات سياسية وما يفرضه البعض من أطماع لا تفتر أسباب الانقضاض بها على الآمنين من عباد الله الأمجاد ، ومُعَمَّقٌ في تحليله للشأن الأمريكي الجاعل من مستوى العلاقة الحاصلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في الميادين العسكرية وزرع الفتن كمقدمة لاحتلال أوطان الغير بحيل وكمائن أمهر صياد ، الشعب الأردني له من العقول المدبِّرة ما تستطيع بالحكمة التغلب على ما يحوم حول الأردن من مصائب مُصَدَّرَة لها الهدف منها الاستيلاء عليها وبأي ثمن ولو غير المُعتاد ، لذا فهو مهيَّأ لتحمُّلِ أعباء الدفاع عن وطنه مهما وصلت تضحياته بها ولها يقتاد ، والملك الأردني وإن كانت إحدى أعمدته الأسرية من أصل انجليزي ألا أنه عربي معروف بالمحبة القوية لعروبته متشبث برضا شعبه والعمل على تمثيله أحس تمثيل في السراء والضراء والظروف الشِّداد ، حاول أكثر من مرة استغلال تحالفه المشهود مع المملكة المتحدة لتُبعد أمريكا وأسرائيل عن مملكته بما يضمن عن شرورهما البِعاد ، لكن المسألة لم تعد قائمة على العلاقات الأسرية كما كانت من قبل  بل تحسبها مصالح تُقدِّم الدفاع عن الباطل أحياناً اتقاء انتقام أو عدم التوصل بجزء من الأرباح الناتجة بغير تصدير عن الاستيراد ، حتى وان  تجاوزت الولايات المتحدة الأمريكية هذه الارتباطات عن مصلحة مشتركة بينها وانجلترا خلاف أدبيات الأسياد ،  حينما أراد ترامب أن يضم لولايات دولته الخمسين كندا حسناء البلاد ، ولم يدرك أبدا أن كندا واستراليا تعتبران أهم وأجمل وأثمن جوهرتين ترصعان تاج الإمبراطورية الانجليزية وما يذكره التاريخ عما لها وأجزاء في المعمور من متين اتحاد ، ولن تسمح لأي كان المس يهما حتى تلميحاً بنية ملحقة بما يخفيه مجمل الحساد ، ولو إصر ترامب على تطبيق فكرته ستنحاز انجلترا لسائر أوربا لتساند الدانمارك ومِن ورائها الاتحاد الأوربي بأكمل دوله لدرجة لا تعرف التراخي أو الاستِنفاد ، إضافة إلي قناة بنما و كولومبيا والمكسيك وما قد يتلو هؤلاء من أقرب إلى ابعد بلاد ، لتنتقل القلاقل لداخل أمريكا نفسها  إذ بها من رعايا  الدول المذكورة ما يسبب لها أزمة لن تتخلص منها  مهما حاولت تحريكه كاستعداد ، ويكون ترامب قد جرَّ على الولايات المتحدة الأمريكية مصائب لا حصر لها ومنها المرتقبة من طرف العرب على يد مصر والأردن في الطليعة وذاك ابسط مُراد .    

  مصطفى منيغ

الخميس، 6 فبراير 2025

القاهرة لاسترجاع مقامها ماهرة (3من3)

 

القاهرة لاسترجاع مقامها ماهرة (3من3)

مدريد : مصطفى منيغ

بحكم موقعها محصورة بين أربع جهات تعيش حالة اضطرابٍ واقتتالٍ وعدم استقرار ممَّا يجعلها على يقظةٍ تامة واستعداد دائم لحراسة حدودها الممتدَّة على طول 2650 كيلومتر1280 منها مع السودان و1115 مع ليبيا و265 مع فلسطين / إسرائيل  زد على ذلك ما يهددها كسدِّ النهضة الأثيوبي  دون إغفال التوتر القائم على البحر الأحمر ، موقع لا تحسَد مصر عليه يجعلها مفكرة في تطوير ما يجعلها في مأمَنٍ لا يقيم للوقت عينات استنتاج آني أو مستقبلي  أو ما شبه ذلك من اجتهادات افتراضية لا غير بل التأكُّد أن كل لحظة مرَّت قد تتبعها أخرى تفجِّر ما ظل هادئا مُشار إليه أحيانا بشبه الاستقرار ، لأنها مواقف سياسية قد تتحكَّم في الإبقاء على الحالة كما هي أو شمولية معركة تتصاعد بكل أصناف الويلات تحرق اليابس والأخضر ، أساسها الحياة أو الفناء بين أطراف أبعد ما كانوا على توافق اللهم ما يحقِّق النزر القليل من مصالح أي منها كاختيار ، ومصر مستحمِلة حاملة العبء الأكبر ، في صمت ظاهريّْ يغلي كلاماً داخلياً مبطَّناً بالغضب عن انعدام حلول تضمن الخروج من بعض المؤثرات البالغة الحساسية بالمُبتغى الأيسر ، لكن الموجود أحْكَم مِن غيره المتطوّر للأسوأ  المُسَجَّل بكل المُسبِّبات الموضوعة للحظةٍ ما لدَى أجهزة دولة عظمى تحتفِظ على استعمالها تَحَسُّباً لفرض كلمتها مهما كانت جائرة على مصر لتكسير مقامها في منطقة مطلوبة لتغيير جغرافيتها السياسية من أجل سواد عيون إسرائيل وما وراءها من أطماع المُخَطِّطِ للوقائعِ كلها الأدْهَى والأمْكَر وبالتالي الأخْطَر ، مصر الرسمية بقدر ما قدَّمت من تنازلات لفائدة إسرائيل بضغط أمريكي تظل متمسكة بحقها في الوقوف الاضطراري متى خصَّ الأمر تجاوزات لا يمكن السماح بها ومنها الغدر بالجار ،  الفلسطيني تحديداً وجرِّه لمصيدة الاقتلاع مما ملك من عراقة وأصالة ديار ، لم يقنع بما سلطَّ عليها من هدم وتدمير وخراب الاستعمار ، بل أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تهديها فارغة بالكامل لإسرائيل كي تتوسَّع رغما عن أنف كل ما في العالم من أحرار ، وأن تكون مصر الدولة المشاركة الأساس في ذات المؤامرة المحفوفة من كل جانب بالعار ، بفتح أبواب سيناء لتصبح مأوى مَن تعاملت معهم الولايات المتحدة الأمريكية  كأنهم من صنف آخر ،  وليس كغيرهم مما تعرف الدنيا من بشر . ومصر الرسمية هذه لن تتصرف عكس رغبة الشعب المصري الذي ربط مصيره بالدفاع عن حقوق المظلومين من عرب امتد وجودهم من فلسطين الى الجزائر والمغرب الأقصى على مدار التاريخ الإنساني مَتَى طُلِبَ للاستِقراء حَضر ، متحملة حتى حرب العدوان الثلاثي التي أرادت بها فرنسا معاقبة مصر لمساعدتها الجزائر على الاستقلال ونزع ما دقته تلك الدولة الغربية من مسمار ، استعملته مدة 130 سنة لتعليق انتسابها لفرنسا كملحقة أبدية لا تتغيَّر. وما حظي به المغرب أيام كفاحه مطالبا بالتحرر من تعاطف قل نظيره أظهر به الشعب المصري العظيم أنه في قلب العالم العربي المدافع بما يملك وبدون مقابل وله في ذلك ما يكفيه حتى الآن شعوراً بالافتخار. الرئيس ترامب لن يتراجع حتى يرى مصر راكعة لمطالبه ومصر لن تتراجع عن موقفها بالرفض المطلق مهما واجهت الأخطر من الخطر ،ولن تكون وحدها ففي الأمة العربية لا زالت نخوة الشعور بالعزة والكرامة والدفاع عن الحق قائمة وقد تكون مناسبة سانحة ليعلم الرئيس الأمريكي إن صبر العرب لم يكن يوما عنوان ضعفهم بل الحرص على السلام والأخذ بالتي هي أقوم كحكمة قد تباركها الأقدار .

 ... القاهرة أعادت الإشعاع الوهاج الواصل ضوؤه البيت الأبيض لإسعافه من حالة ظلام أجتاحه بسبب بضع أفكار ، طرقت مخ حاكمه مترفعا بها عما هو مضمون البقاء بأمر الخالق الحي القيوم ذي الجلال والاكرام أن لا حكم إلا حكمه ولا تغيير لسنة الحياة إلا وهو القاضي بها سبحانه وتعالى وليس غيره في الظاهر والجوهر . لقد كانت القاهرة بما سبق أكثر من ماهرة وغداً ستؤكد ما سَطَّرناه وبكل اللغات الحيَّة اًصدق الأخبار .

مصطفى منيغ

القاهرة لاسترجاع مقامها ماهرة (2من 3)

 

        القاهرة لاسترجاع مقامها ماهرة (2من 3)

مدريد : مصطفى منيغ

... هنا الاحتمال فَقَدَ الرَّغبة على تَحَمُّلِ مثل الحَمْلِ الحَامِلِ حمولة نكسة في العلاقات الدولية والسبب الرئيس الأمريكي بفكرهِ كعازفِ مُنفرِد ، الغريب غرابة ظُلْمٍ مُغلَّفٍ بطيبةِ القَول عن تعاون لا خيار للمغلوب على أمره فيه شكلاً ومضموناً سوى انحناءة خاصة بالعبيد المرشوشين في عز الشتاء بالماء المُثلَّجِ البارِد .  فَقَدَ الاحتمال لدى مصر الدولة على المضيِّ قدماً في تلك الرغبة عن قوة وليس عن ضعف إذ مصر مكتوب عليها البقاء صامدة صمود الأقوياء البواسل عن صلابة عوامل وليس التظاهر بموقف النكساء البائعين أي شيء لدولة عظمى بالمجان المهم أن تقبل وترضى دون شرط أو قيد أو ما يجعل المعني للغضب عنه بأي امتثال أعمَى يُطارِد ، وإن كان المَبْيُوع يلاحق بلعنته البائِع إلى يوم النشور والدين حيث لا جاه ينفع سوى ما قدّمته من معروف كل يد بها صاحبها بالسعادة المُثلَى يستفرِد ، فالشعب الفلسطيني ليس سلعة تجرُّها إسرائيل داخل عربة أمريكية لسوق سيناء المصرية كأكياس معبأة بالتهديد مِن خلفها مَن بداخلها يَهْرِد ، هكذا وفي واضحة النهار وأمام ضحكات المَضحُوك عليهم حقيقة أكانوا من الشرق القريب أو الغرب البعيد للمشاركة في ذات الفرجة متوارِد ، ومصر الفخامة والعظمة مطأطأة الرأس منكسرة الخاطر تستقبل مثل المهزلة فوق جزء عزيز من أرضها وكأنها ربع نجمة ملحقة بالعلم الأمريكي المرفرف فوق المنطقة العربية لشرق أوسط قد يتحول ليسار معادي اليمين كيفما كان وتحت حماية أي كان على قوته الرادعة معتمِد وبتطوير هيمنة الباطل المتمرِد . مصر العروبة الحقيقية أكبر من هذا بكثير ومَن يتخيَّل أنها ماضية لتطبيق ما يُرَوَّج في الموضوع فهو جاهل بمصر الدولة والأمة وعليه مراجعة مَن أوهموه بذلك ليورطوه فيتوه خلف دوامة يجد نفسه فيها الخاسر المقذوف به خارج دنيا العقلاء وحيداً المُنطرِد .

الولايات المتحدة الأمريكية أكثر الدول انطلاقا من ضخامة وكفاءة جهازها المخابراتي المختص الأقرب إلى "البنتاغون"  ذاك المأخوذ برأيه مرجعاً موثوقاً بما يتضمَّنه من معلومات لا غبار عليها  في إصدار قرارات يتبعها التنفيذ مباشرة بعد إتمام إجراءات مؤسساتية لا بد منها كما تقتضيه الديمقراطية الأمريكية الملتزمة باحترام الدستور مهما كانت القضايا المعروضة لتَدَخُّل الدولة بما تملك  مِن قدرات دبلوماسية تغطي بوجودها التمثيلي المميَّز كل عواصم دول العالم  وإمكانات حربية متمكنة لها من الأسلحة التدميرية ما ليس لغيرها ومِن القواعد العسكرية الكثيرة غير المعروفة للعامة والقليلة المغروف للخواص المعنيين المباشرين للأمر لسانهم للصمت عما ذُكِر يستَرِد ، الولايات المتحدة هذه أعلم بما تتوفر عليه جمهورية مصر العربية بما يجعلها قادرة على تربية إسرائيل وجعلها لا ترفع الصوت والكبار يتكلمون ليس بالسلاح وحسب ولكن بما يزيد عن المائة مليون من المصريين المتحولين ساعة الجد إلى جنود فداء الوطن الممزوج حبه في أفئدتهم دون حاجة لاختبار إن كان مثل الادعاء مجرد انحياز عاطفي أو شهادة صادرة عن مهتم بالشأن المصري المسافر مثلي حيث العينات البشرية الأساس في تكوين عقلية المجتمع المستقرة يومه كالغد وليس بينهما يفرِد ، على التضحية مهما بلغت حدتها المهم أن تبقى مصر هي مصر كما تحب وتتمنى وتطمح وتريد بوفرة الصادرات وزكية الموارِد ، الولايات المتحدة الأمريكية مدركة لمثل الحقيقة ولها في حرب أكتوبر المجيدة ما تجعله مقياس عدة محاولات لكسر ذاك الالتحام القائم بين الدولة وكل عناصر تواجدها التي تزداد مناعة كلما تعرضت مصر للمخاطر أو أي احتمال مشكوك فيه وارِد . ولولا هذه المعرفة المترتِّب عنها احترام مصر ، لتم تمزيقها لأكثر من شريحة حتى يسهل علي الدخلاء العربدة في مفهومها الصحيح وسط الشرق الأوسط دون استثناء وبلا حارِد .

مصطفى منيغ

السبت، 1 فبراير 2025

القاهرة لاسترجاع مقامها ماهرة (1من 3)

 

القاهرة لاسترجاع مقامها ماهرة (1من 3)

مدريد : مصطفى منيغ

الاحتمال البشري طاقة والأخيرة تحريك قوة وهذه متى قَرُبَت على الاستنفاد يتم توليدها تلقائيا (باللجوء للراحة) من جدِيد ، العملية تتمّ بدقة متناهية لكنها قابلة للفتور مع بلوغ مراحل العمر سنوات لم يعد فيها للشباب ما ميزها من توفر نفس الطاقة بالقدر المطلوب على وجه التحدِيد ، الاحتمال يشمل كل ارتباط مهما كان المقصود منه جسدياً بتشغيل العضلات أو فكريا بالأحاسيس جميعها بغير جعل أي منها بمثابة توسيد ، العقل وسط المعمعة يقارن بين الممكن وزناً وحَيِّزاً يشغله ومدة التطبيق الفعلي للمزمع الوصول اليه كهدف غير مُسَبِّبٍ لأي تكبيد ، والقلب رئيس ورشة يحن بمراقبة المشاركين انطلاقاً من الخلايا المتفانية في مهامها إلى التبليغ الحازم والفوري بأوان تجديد الطاقة العمود الفقري لذاك الاحتمال بالاستكانة للراحة التامة دون إطالة بمواجهة المخاطر تُعانِد . خلاف الاحتمال المُطبَّق على الدولة والمُفَسَّر أحياناً بالإرادة السياسية الخارجة عن المقاربة بالمقبولة منطقياً ، فعندها الاحتمال ليس بالضرورة التميُّز به من تلقاء ذاتها وحسب  بل هي اعتبارات إضافية المفروض أخذها بعين الاعتبار وخاصة في هذا العصر المجنون المشبَّه بامرأة أَسَنَّت ودون حياء تميد ، بما اعترى بعض الدول المتقدِّمة الزاحفة ليل نهار للسيطرة على مَن هم أضعف منها ذي الوضع السياسي المقارب للزهيد ، والاستحواذ على أرزاقها الظاهرة والمخفية تحت الثرى والاحتلال لمصِّ مقدراتها فتُصاب بالشلل الأكيد ، ولا يهمُّها إلا مصالحها الضيقة للغاية وتطبيق قراراتها المكتوبة وفق رغبات المؤسسات الدستورية عندها بالطرق السليمة التوطيد ، أو تلك الصادرة عن اجتهادات قادة اعتبروا أنفسهم فوق الحقوق البشرية المتعارف عليها منذ زمن تليد ، وما على الآخرين مهما كان موقعهم الجغرافي المُحدَّد بمكانتهم غير المؤهلة لأي مواجهة يقضيها الحفاظ على سيادتها من التَّشْرِيد ، إلاَّ الامتثال وكفَى للعقلاء تحديد الفوارق حتى لا يتعرَّض مَن يتعرَّض لما يحاول تكسير دَبَّابَة بمعولٍ لا يقدر على إبعاد ذُبَابَة إن صَحَّ مثل التَّفريد .

... جمهورية مصر العربية دولة كبرى بما لها من رصيد ، تاريخي لا يُقارن بأي سهولة أو صعوبة محتاجة لتَجْسِيد ، وما عليها من شعب أية في الصبر والكفاح المرير بشتى أنواعه من أجل البقاء على نفس المستوى العريق كالجديد ، من الكرامة والشرف والتشبُّث بالحكمة لمسايرة استمرارية المهمة الرامية لتعمير أرض الكنانة بما تستحق به الريادة في رفع راية السلام والأمن وحصانة التَّسيِيد ،  إلي ما شاء العلي القدير رب العرش العظيم سبحانه وتتعالى من يتعبَّده عن حق بولوج الجنة يستفيد ، هذه الدولة التي تحمَّلت ما لم تستطع تحمله دول عربية أو أجنبية أخرى لوقع تَحَدِّي خرقه لا يتم إلاَّ بالقَوِيِّ الشَّديد ، لتظل مرفوعة الرأس قائمة الهمة قادرة على تمثيل شيم الأحرار فوق حيزٍ حُر مهما كلفها ذلك من معاناة جسام ومنها حروب لم يروي التاريخ أكثر منها شراسة لا زالت من هولها تكابد ، أظهرت في الأخير أحقية مصر والمصريين فيما احتفظوا به رغم المؤامرات المحاكة للقضاء على أخر كلمة عربية مسموعة لحد الآن يُضرَ ب لها ألف حساب تُوضع أحيانا لدى العارفين بأقل الأسرار العسكرية خاصة في خانة التمجيد ، الرئيس الأمريكي ترامب يضعها بجرة لسان في وضعية ظن بها أن مصر ستقف عاجزة مرتعشة ولا مناص لها سوى تنفيذ رغبته التي تجاوزت حدَّ الاقتراح إلي الأخذ بها كإلحاح الصِّنْدِيد ، آخره تفاهم وما يرافق ذلك من عطاء أو تفاقم يعلنه رفض قاطع قد يساهم فيما لا يُحمد عقباه حسب تعليق إدارة أمريكية لم تعد تفرِّق  في بسط تدخلها بين الممكن انجازه عن المستحيل تطبيقه المساهم في فتنة تشمل جل المنطقة أو لاصطدام خطير داخلها يُعيد  ، لقد طلب الرئيس ترامب من مصر القبول باستقبال الفلسطينيين المستأصلين من ديارهم بالقوة لملء سيناء بهم عرضة للضياع والتشرد وانعدام إنصاف وإفساد قيم الاخلاق وضرب حقوق الإنسان بأحقر ما في الحقارة من حقارة وبالتالي سوء مصير وقطيعة مطلقة بين المنطقة العربية والسلام  كما لكل عدوٍ لها يريد .

   مصطفى منيغ

اليمن مفخرة لحقوق الإنسان (1من3)

  اليمن مفخرة لحقوق الإنسان (1من3) سبتة : مصطفى منيغ تتقدَّم الحرباء ولسانها يفرز لعاباً لزجاً لاحتواء صيدها مُبللاً يستقرّ في بطنها بعد...