في تونس
إبليس جالس /1من3
القصر الكبير
: مصطفى منيغ
لم يعد يُسمَع عن
تونس ، سوى ما الدكتاتور وما لمصلحته يُؤسِّس ، أدخلته الديمقراطية لها حارس ،
فاعتقلها وأدخلها زنزانة بغير محاكمة حابس ، مَن حوله مهما كان يشكِّل له هاجس ،
لا يرتاح حتى يلبسه تهمة تحوِّل سائل دمه ليابس ، فغدت تونس في عهده كالمًسنَّة
العانس ، بعدما كانت خضراء المظهر كل عاشق لها حاسس ، انها الأجمل بما لها من بحر
ومَن اقتربن منه بحسنهن كأنهن فوانيس ، تضيء على مَن يفكِّر في إتمام نصف حياته
بغير ظلامٍ دامس ، شريفات لاَمِعٌ الذكاء مِن طلغتهن المزيَّنة بالحياءِ مَن
للوصال الحلال يلتمِس ، ليمتزج الدم التونسي الطاهر بسواه العربي المسلم كحلٍ
سياسي ، لوحدةٍ حقيقية مُقامة بلا ضجيج غير الحب كشرطٍ أساسي ، اليوم شيء آخر وتلك
الوردة الذابلة تعيش أتعس المَآسي ، انزاحت الخضراء المعروفة به لَقَباً وتبعت كل
الألوان نفس الموقِف الاَّ الأسود الغامق المكدَّس ، مهما كانت الأوصاف راحلة لمن
تورَّط مِن قدميه للرَّأس ، في تخريب المؤسسات متربِّعاً فوق الكرسي ، المسكون في
عمق خشبه بنوع من السوس ، متى ظهرَ في وقتٍ مُحدَّدٍ دوَّخَ برائِحته المُصاب
باستنشاقها بغيبوبة ظنَّها ولوجاً في ألَذِّ
نعاس ، حتى يجدَ نفسه فاقداً كل شيء حتى مَن كانوا له أقرب وأعزَّ الناس ، وهذا
حال الدنيا مَن اتَّخذها مطية يركبها عن عطمة وترفُّع وكبرياء ركبته نادماً محطَّما
ساكناً عقله اليأس .
تونس من عهدٍ حلَّ
بها مَن أصبحَ لحرية شعبها طامس ، يخاطب من يتجرَّأ فيها ولو بصوت هامس ، كأنَّه
أمام مِقصلة حوَّلت ليالي نومه لكوابيس ، يوقظه اصطكاك عوارضه مِن حلم يرى نفسه جد
مُتَحَمِّس ، لقيادة صفوف أعيا آلافها صمت الخوف على ضياع وطن مِن لدن حاكم دولة
وناس بمؤثرات الانكماش فالانطِماس و بتكميم الأفواه تُجَامِس ، بقوَّة أقلية
سلاحها الفؤوس تمارس ، بأمره هدم ما بناه الأحرار من معالم باسمنت الوفاء المُتاح
المبلول بعرق الكفاح وصرف ما كل غالي فيه مُنْحَبِس ، إرادة ضمير تحدى الضعف وما
زرعه الدخلاء الطامعين من سياسة التسَوُّس ، لتفريق المُوحَّد و تجزئة مَن لا يقبل
المَسِيس ، الباحث عن وضع فيروس الهيمنة
على فرسان نضال شريف احترمه كل جنس ، لكنها مسكنة ابليس المتفوِّق بدهاء مستورد
على كل الأباليس ، خطَّط متى فاز في الانتخابات أن يظل على ظهر تونس ذاك الجالس ،
ملفوفة إقامته بأفظع أنواع المتاريس ، المبتاعة بأموال الشعب لتبعد هذا الشعب عن
أي طموح للدفاع عن حق حقوقه ولو أدى به الأمر أن يكون للأهوال داحِس ، لمواجهة أعتا
النُّظم الماسحة للتفاهم والحوار كل الأطْرَاس .
مصطفى منيغ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق