المغرب
للمفسدين مناسب
القصر الكبير
: مصطفى منيغ
البعض في هذا الوطن
يتحرَّك لأمرين اثنين ، الأول للتَّأكيد أنه لا زال علي قيد الحياة والثاني للبحث
المضني عن مصروف يغطي حاجياته ليوم أو يومين ، و"البعض" هذا ليس جماعات
محصورة في حارة أو قرية بل هم بالملايين ، تقودهم "حفنة" منذ زمنٍ مَلَّ
مِن تحديده التاريخ لعدم مطابقته (في المجال) رزمة مِن القوانين ، المحليَّة أحنّ
عليها مِن الدولية برواية أغلب المتخصِّصين ، في ميدان نُطُمِ تَدَبُّرِ شؤون
العامة بأسلوبين متنافرين ، الأول ضباب وإبهام وتكتُّم وغموض وتشكيك في وفاء
مسؤولين ، ونقيض ذلك لِباساً لِقِناع إقنَاع رقباء الخارج الموفرين ، قروضاً تُتقل
كاهل العاجزين ، عن ارجاعها لتُفرَضَ عليهم أحكام المتأخِّرين ، أقلها اتباع تبعيه
تُرهِن العقول والضمائر إلى حين ، كمرحلة تتبعها أخرى أسوأ إجراء جاعلة دولاً ًبمن
فيها عبيداً للآخرين .
... قِلَّةٌ لها
القصور وما يتكدَّس في الأبناك وساحات سَبَقَ التخطيط في بعض المدن لتكون للشعب
حدائق وبساتين ، وفوق ذاك هم للفساد أقوى حاكمين ، وللمفسدين حماة ولجشعهم المُضاعَف
يوماً عن يوم حاضنين . ليس بتزيين جدران وتبليط شوارع لمدنٍ هم فيها مِن المُستقرِّين
، سيلحق الوطن بأوطانٍ عبر الاتجاهات الأربع مِن المتقدمين ، مَن بنظمهم
الديمقراطية أدخلوا البهجة على كل المواطنين ، بتوفير مناصب شغل باستمرار وتعليم
يوازي متطلبات العصر بما هو محقق مستقبلاً النَّجاح والتوفيق والتَّمكين ، وصحة
تقضى على كل علة بأماكن تُرَى مِن بعيد أو قريب فتُنعَث بمستشفيات فاتحة على امتداد الوقت أبوابها للأثرياء كالمساكين ، لا فرق إذ المواطنة ألمُطلقة
عليهم معناها أن حقوقهم كاملة موضوعة رهن إشارتهم
كما يشهد بذلك المتيقِّن المتزود بمفعول اليقين . ما أُنجِز في المغرب على
امتداد عشزين سنة يتم توفُّره في أقل من سنة واحدة في دولة مثل ألمانيا وفي صمت مُوَقَّرٍ
مُفعم بواجب مبذول دون صراخ مطبلين ، لم أسمع بذلك بل عايشته مباشرة أثناء إقامتي
في "كلونيا" رابع أكبر مدينة ألمانيا وتتبعتُ بعض المشاريع العمرانية والخطوات المقطوعة
لتنتقل واقعاً على الأرض ، بدل تصاميم هندسية على الورق ، في تناغم بين مكونات
العمل وأدواته المادية والبشرية ، وتناسق تام بين مراحل التنفيذ والإشراف الرقابي
المدقق لكل مبلغ مهما تواضع وما قابله يتراءى بُنياناً يكبر مع مرور الساعات ، إلى
أن يوضَع رهن الخدمة ، دون إشادة بجهة ما أو تلحين أغاني تمدح ما تحقق بفضل فلان
أو فلان ، وكأنَّ هذا أو ذاك ألفلان صرفَ مِن جيبه عما أصبح معلمة خادمة الصالح
العام ، وبالمناسبة لا أحد في المملكة المغربية يُخرج درهماً من جيبه ، الكل نتيجة
الضرائب المستخلصة من عرق الشعب أو الاقتراض من صناديق أجنبية بفوائد لا تُطاق .
الفرق شاسع ليس بين العثليات هنا أو هناك ، بل بتصريف الشؤون العمومية من طرف أناس
مغلوبين على أمرهم هنا ، ومَن هناك بقدر
ما يتوصلون بأجور مناسبة بقدر ما يعطون من نتاج أكان يدويا أو فكريا أو دفاعا عن
تربية أساسها الانصاف ، ومن مبادئها الكل أمام القانون سواء ، وأضيف من عندي
"كل مَن فوق التراب تراب" ، في المملكة المغربية مثل هذا التسلسل الحميد
الجامع هناك ما للإنسان كإنسان حقوقا أهلته الطبيعة للتمتع بها ، حتى اللحظة مفقود
ويزداد افتقاداً بتراكمات القهر والحرمان وعدم الاهتمام ، بما قد يأتي من وضع مؤدي
لأخطر اصطدام ، يعيد الجل لما قبل الصفر بنظام وانتظام .
... الانتقال مع
الدليل ، لن يسفر مع نفس "القلة" عن أي طائل ، كالزِّئْبَقِ تذوب في
الضيق وتنفلت كأنها من العدائين الأوائل ، بفارق أن للآخرين شرف الفوز ، ولها
بِئْسَ القفز ، لا يهمها إن بَالَغَت ، إذ بنفوذها المنفرد لأي قصد بَلَغَت ، وكأن
الأغلبية لأقراص الصمت بَلَعَت ، كالمألوف تصويرها لغاية السنة المقبلة 2026 لِيُلاَحَظُ
عليها وقد استفاقت ، لتحاور وتتغلَّب أساساً ، على مَن خططوا وهيؤوا وأقبلوا (بنفس
التقنيات محملين وبذات الميزانيات لشراء الذمم) على التنفيذ بنية الحصول على نتائج
تعيد للساحة السياسية الرسمية (والبعض من
-غيرها-) أسماءهم المفضلة ، مَن أصحابها مدسوس بينهم الجاهل ، والمُهرِّب ، وتاجر
المخدرات ، والمنبطح ، والمهرِّج ، والممسوح من الحياء ، والبارع في الصراخ والتطبيل والتغزل المجاني ، والمُثقل ملفه
بسوابق ، عنوان ملاحقته للإمساك به حسب القانون للمعني غير مطابق ، وأصناف أخرى خادمة
لتَطَوُّرِ الفساد ، بطرق مدعاة للتخبُّط فيما احتوته كل ولاية جديدة بحذافيرها مُعاد
.
مصطفى منيغ
سفير السلام
العالمي
مدير مكتب
المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق